ما كان من ذلك ناقصا، وأكلتم منه ما لم يكن كاملا ، وأتيتم ما لم يأت به الله عز وجل فى كتابه، ولا جاء به رسوله فى سنته ، ففى مثل هذا أمركم الله عز وجل بالنظر فى أنفسكم (445) ، وفى حججه وآياته التي أزلها عليكم، ولم يأمركم أن تحلوا وأن تحرموا من ذات أنفكم ما لم ينزل به كتابا عليكم، ولا أرسل به ترسولا إليكم، وإلا فأوجدونا حين أباح ذلك لكم ، فإنكم لا تجدون إلا تحظير ذلك عليكم ، فالنظر فيما تعبد الله عز وجل عباده بالنظر فيه ، ما أمرهم الله به ونهامم عنه، وأعجزهم عن أن يأتوا بمثل ما أنى به ، وفى قدرته وما خلق وذرأ من خليقته هو النظر الذي أمر عاده به ، لا ما تعاطيتموه من النظر بعقولكم وآرائكم فى دينه ، وما تعبد به عباده مما لا علم لكم به عنه ولا عن رسوله . فتحدثوا دينا من ذات أنفسكم ، وحلالا وحراما عن أهوائكم ومن قبلكم، وتعالى الله عن أن يشرك فى ذلك عباده ، أو يبيحه لاحد من خلقه .
وقد ذكرنا ما حظره من ذلك على أنبيائه ورسله ، وأنهم لم يأتو1 خلقه إلا بما أرسلهم به ، لم يحدثوا فى ذلك شيئا من ذات أنفسهم ، ولا أتوا به من نظرهم وعقولهم كما ادعيتم أنتم ذلك لأنفسكم ونعم بعضهم أن من دفع النظر وأبطله (ن23) فإنما يحاول ذلك بالنظر ، لانه أنما يحاول إبطاله بعلل قوله ، ذلك نظر منه فأثبت النظر .
قالوا من أراد إبطاله من حيث أراد ذلك . وهذا القول من أوثق بما عندهم
Страница 120