فالعجب من السعد كيف خفي عليه هذا مع رصوخه، وكيف ظن بالإمام أنه عدل إلى دعوى الاجماع في اثبات تلك المقدمة عبثا لا لحاجة ولا غرض حتى قال: وكون دفع الضرر واجبا بمعنى استحقاق تاكره العقاب عند الله ليس بواضح فإن معنى هذه الاشارة أن تلك المقدمة الكلية ثابتة عندهم أيضا لكن لا بمعنى أن دفع الضرر واجب يستحق تاركه القعاب عند الله بمعنى آخر يحكم به العقل [133]باستقلاله من دون مدخلية لاستحقاقه العقاب عند الله تعالى في الآجل، ولا أدري كيف ظن أن صاحب التلخيص مع تدقيقه واعترافه بأنه ممن لا يخفى عليه هذا المقام إنما قال: ما قال من الاعتراض على الإمام الرازي وغيره ممن سلك هذه الطريق في اثبات الإمامة وودوب نصب الإمام...... منه بالاعتراض، وقد علم أي ..... أن صاحب التلخيص قد رفع عقيرته واظهر عقيدته بأن استحقاق الثواب والعقاب عند الله تعالى في الآجل لا دخل له في محل النزاع منالحسن والقبح عقلا حيث قال فيما نقله عنهد سعد الدين في شرح مقاصده: أن الحكم بان الكذب نقص لا يصح على مذهب الأشاعرة لأنه إن كان عقليا كان قولا يحسن الأشياء وقبحها عقلا ليس من مذهلهم، وإن كان سمعيا لزم الدور وهذا واضح في أنه لا دل للثواب والعقاب آجلا في ذلك المعنى المتنازع فيه إلا أن السعد قد تعجب منه أي من صدور مصل هذا الكلام عن صاحب التلخيص وغيره كإمام الحرمين وصاحب المواقف كما مر، وقد نبهنا هنالك أنه لا وجه لتعجبه بل العجب منه حيث جهل هذا المعلوم عند الحذاق، بل هو معلوم عند جميع الأشاعرة القائلين لا قبح في الأفعال يعنون أفعاله تعالى بل هو معلوم عنده أيضا كنا يشعلر بكلامه في التلويح وقد سبق نقله، هذا كله كلام بصدد الكلام على تلك المقدمة الكية التي هي كبرى القياس الذي ذكره الإمام الرازي وقرره الكاتبي.
Страница 288