قول: بحيث يقصد إلخ، وقوله: في المطول: يقصد مطابقته وإلا لاستغنى -أعني ابن القزويني- بقوله: إن كان لنسبته خارج من دون أن يذكر المطابقة وعدمها كما نبه عليه الخطائي في حاشيته على المختصر على أن بعض الفضلاء قد أخذ من قول السعد في المطول -يقصد مطابقته إلخ، أن معنى قوله ابن القزويني يطابقه إلخ، نقصد مطابقته أولا نقصد، فندفع ما يقال لو كان للإنشاء خارج، ونسبته لا توصف بأنها مطابقة، ولا أنها لا تطابقه كما يقتضيه ظاهر كلام ابن القزويني على هذا التقرير، لزم ارتفاع النقيضين، ووجه الاندفاع ظاهر على ما أشار إليه هنا البعض من الفضلاء، وحينئذ بكلام سعد الدين، وكلام ابن القزويني منسوخاني على منوال واحد، والقصد مأخذ في كل منهما، وهو مناط الفرق بين الإنشاء والخبر، وبهذا يظهر سقوط قول الخطابي، ومن تبعه كالشيخ لطف الله رحمه الله تعالى في حواشي المختصر أن ....... الدين للفظ القصد ..... إعلاما باعتبار القصد إلى الدلالة على ما قالوا، أو بأن ما لا يقصد ..... لا يعتبر بوجوده فنفي القصد في حكم نفي الدلالة، هذا لفظ الجطابي، وهو مبني كما اعترف به على أن معنى ثبوت الخارج لنسبة الكلام أن الكلام يدل عليه وهذا يستلزم أن لا يكون لنسبة الإنشاء خارج، بل ربما أشعر بأن لها خارجا، لكن لفظ الإنشاء لا يدل عليه، وإنما اعترف بهذا؛ لأنع علم أنه لا ينبغي لعاقل أن ينفي الخارج عن الإنشاء مطلقا، بل ......فانفيه بذلك المعنى، فإن الخارج يعني أن الأمرين اللذين وقع بينهما في الكلام الإنشائي نسية لفظية لا بد أن يكون بينهما نسبة أخرى في الخارج، والواقع معنى قطع النظر عن لفظ الإنشاء مما لا يتصور[51] نفيه، وقد اعترف به الخطائي في آخر كلامه، وتقريره أن ذينك الأمرين اللذين وقعت بينهما النسبة في الكلام لو لم يكن أحدهما ثابتا للآخر في الخارج، والواقع ولا منفيا عنه لزم ارتفاع النقيضين لكن التالي محال فالمقدم مثله، فتبين مما ذكرناه ونقلناه أن ما أعتبر إمام الحرمين من كون إظهار المعجزة كلاما إنشائيا لا يجد به نفعا، ولا ينجيه دفعا، وظهر بما قررناه أنه ليس عند الأشاعرة ومن يحذوا حذوهم ما يعتمد عليه في الجزم بصحة الشرائع والنبوات إلا تشبثهم بالظنون والعادات حيث أنها قد جرت العادة بأن الله تعالى يخلق العلم بصدق المدعي للنبوة عند إظهار المعجزة على يديه.
Страница 117