وفي ((تذكرة)) القرطبي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنك لتصدق على ميتك بصدقة فيجيء بها ملك من الملائكة في أطباق من نور فيقوم على رأس القبر فينادي يا صاحب القبر القريب أهلك قد أهدوا إليك هذه الهدية فاقبلها، قال: فيدخلها الله في قبره، ويفسح له في مدخله، وينور له فيه، قال: فيقول: جزى الله عني أهلي خيرا الجزاء، قال: فيقول (لزيق) ذلك القبر أنا لم يخلق لي ولد ولا أحد يذكرني بشيء فهو مهموم والآخر يفرح بالصدقة)).
وأما ما رواه الصالحون وأهل الخير في المنام ورؤياهم كلها متواطئة بعدما يقرؤون ويهدون للميت، مما يدل على ثواب القراءة إليهم وانتفاعهم بذلك فكثير لا يخفى، ولقد حكي لي بعض من أثق إليه من أهل الخير أنه مر بقبور فقرأ: {قل هو الله أحد} وأهدى ثوابها لهم فرأى واحدا منهم في المنام وأخبره أن الله غفر له ولسائر القبور، فخصه ثوابا دائما.. من سورة {قل هو الله أحد} وتقسم الباقون باقيها ببركة { قل هو الله أحد}.
ولا يشترط لفظ في وصول الثواب، لفظ هذا، ولا جعل ثواب، بل تكفي النية قبل القراءة وبعدها خلافا لما نقلناه عن السالوسي في القبلية، نعم، لو فعله لنفسه ثم نوى جعله للقبر لم ينفع القبر، ويكفي القارئ ذكر ثواب ولا يتعين مثل ثواب.
Страница 275