والزوجات القريرات (Merry Wives)
ومن مؤلفات سكوت كعروس لامرمور (Bride of Lammermoor)
ما يمثل تمثيلا موسيقيا بروح الأوپرا وما يذكره على رأي ووكر ماكسبادن (J. Walker Me Spadden)
بأن العلم بالأوپرات القياسية في هذا العهد ضروري كالعلم بالأدب المدرسي، فكل منهما يلقي ظل نفوذه على الآخر، والحد بينهما متنقل باستمرار من مجال إلى آخر.
وإذن فنحن في مصر لن نكون أقل من نظرائنا في الغرب إلى هذه الحاجة الدراسية، ولن يستوفي الأديب بيننا حاجته من الثقافة بالاكتفاء بدرس القديم مهما جل سواء سمي «ديوان البحتري» أو «رسائل بديع الزمان» أو «الأغاني» أو غيرها، وإذا أدرك ممثلات وممثلو الأوپرا قيمتها الأدبية الفنية هكذا فما من شك في أن فرق الأوپرا تبذل أقصى المجهود لخدمة التمثيل مثل خدمة الموسيقى والغناء. وهكذا تتم عوامل الإتقان لفخرنا جميعا.
صحيح أن بعض الأوپرات تجملها بعض القطع الموسيقية أو الغنائية المحضة، كما نعرف في قصة «حلاق أشبيلية (The Barber of Seville)
مثلا وقطعة غناء الجوهرة (The Jewel Song)
في قصة (فاوست
Faust )، ولكن كل هذا في حكم الشاذ الذي لا يعارض المذهب الأصح: وهو أنه لا بد - لكي تبلغ الأوپرا أرقى مكانة من السمو - من تضافر عوامل الشعر والموسيقى والغناء والتمثيل تضافرا كليا لتخرج وحدة منسجمة آسرة للمشاعر، بحيث يكون التأليف الشعري مبعث إلهامها، والموسيقى مزكية له، والغناء صلة الارتباط بينهما، والتمثيل موحدا للجميع بتصويره الشكلي، ولكنه لن ينجح في مهمته النجاح التام ما لم يبذل كل من الشاعر والملحن والمغني أقصى المجهود لأداء التصوير الفني في دائرة اختصاصه على أحسن ما يكون كأنما لا يعتمد إلا على مجهوده وحده. فإذا ما قامت نهضة الأوپرا في مصر على هذه الأسس المتينة، وإذا ما كان رائدنا الإبداع لا الجمود ولا التقليد - اللهم إلا في محاولة التوفيق ما بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية، وإيجاد موسيقى خاصة بنا على أرقى المبادئ العصرية - وإذا ما راعينا دائما تمثيل قوميتنا التمثيل الأوفى في عملنا الفني هذا، فمن المعقول تدريجيا أن تنشأ لنا أوپرا وطنية على مرور الزمن، وأما إذا اكتفينا بالتواكل أو النقل عن الأجانب أو مراعاة الفائدة المادية وحدها فلن تقوم لنا قائمة، ولن ننتفع من هذه المجهودات المبتورة بأكثر من انتفاعنا من كل عمل أجنبي محدود الأثر يعود فخره لغيرنا، ولا يكسبنا اعتدادا بالنفس أو تشجيعا. وقل ذلك أيضا عن التأليف - (وإن كان وطنيا) - الذي لا يقصد منه سوى التهريج وإدهاش النظارة المستمعين إلى ألحان ومشاهد غير مألوفة لا يعززها نصيب من الأدب العالي سواء من الشعر أو روح الدرامة، فإن كل ذلك مصيره الاندثار كالفقاقيع، دون أن يربح الشعب ربحا فنيا خالدا من وراء ذلك.
وأخيرا لا بد لنا من التنويه تكرارا بضرورة اجتذاب عباقرة المغنين والمغنيات إلى المسرح، فإنه أرقى من التخت وأنفع للأمة، وفي استطاعة هؤلاء النوابغ والنابغات بتفهمهم وبتشربهن روح الفن إخراج نغم الأوپرا إخراجا هو صفو الجمال الحي، وفي ذلك أيه خدمة لثقافة الأمة بخدمة فنونها المسرحية وبتحبيبها إلى الأوپرا، وكل ذلك مما يعين في النهاية على تكييف الأوپرا تكييفا قوميا ممتازا لن يتطرق إليه الفناء. (6) نظرة إلى إحسان
Неизвестная страница