الناصر انتهت خطط أبي الحسن بن القطان نحو ثلاث عشرة خطة، كلها أو جلها جليل مفيد، وكل واحد منها إنما كان يعين لها أكثر الموسومين بالعلم قدرًا وأبعدهم صيتًا".
ويذكر ابن عبد الملك أن من جملة الخطط التي انتهت إلى ابن القطان: المحافظة على مكتبة قصر الموحدين.
بالإِضافة إلى الحلقات العلمية التي كان يعقدها في قصر الخلافة ودار الطلبة، ويحضرها الأمراء وكبار الشخصيات، وعدد هائل من الشيوخ والطلبة، برهن فيها على قدرته العلمية وخصوصًا فيما يتعلق بعلم الحديث بسائر فروعه.
ويذكر بعضُ المترجمين له: أن من المهام التي تولَّاها: قضاء الجماعة، ذكر ابن مسدي أنه: "ولي قضاء الجماعة في أثناء تقلب الدولة" (١)، وكذلك وصفه الذهبي في "تذكرة الحفّاظ" لما قاله عنه: "الحافظ العلّامة الناقد، قاضي الجماعة" (٢).
وقد استبعد شيخنا الدكتور إبراهيم بن الصديق في أطروحته "علم العلل في المغرب" أن يكون ابن القطان قد ولي هذه المهمة، وعلل ذلك، وذكر أن ما تولاه في هذا المضمار هو قضاء الجند للمعتصم بسجلماسة في أخريات حياته، وهذا ما يشير إليه ابن عبد الملك بقوله: "لما دخل المأمون مراكش على الوجه الشنيع الذي دخلها عليه، فصل المعتصم من ظاهرها في فل أصحابه وشيعته، وكان منهم أبو الحسن بن القطان متوليًا القضاء بين حزبه".
وهذه المهام التي تقلَّب فيها ابن القطان على عهد الموحِّدين أكسبته أموالًا
_________
(١) تذكرة الحفّاظ: ٤/ ١٤٠٧.
(٢) المرجع السابق نفسه.
1 / 43