وقال ابن الزبير (ت ٧٠٨ هـ): "وكان ذاكرًا للرجال والتاريخ، عارفًا بعلل الحديث، نقّادًا ماهرًا" (١).
وقال ابن عبد الملك: "وكان ذاكرًا للحديث، متبحِّرًا في علومه، بصيرًا بطرقه، عارفًا برجاله، عاكفًا على خدمته، مميزًا صحيحه من سقيمه، مثابرًا على التلبس بالعلم وتقييده عمره، كتب بخطه على ضعفه الكثير، وعني بخدمة كتب بلغ فيها الغاية، منها نسخته بخطه من صحيح مسلم، والسنن لأبي داود وغيرها" (٢).
أما إذا رجعنا إلى ما قاله فيه علماء المشرق الذين اطَّلعوا على إنتاجه العلميِّ، فنجدهم يُضفون عليه كلَّ الصفات التي لها يظفر بها إلا القليل من العلماء الأفاضل، فهذا الحافظ جمال الدين بن مسدي يقول فيه ما نصُّه: "كان معروفًا بالحفظ وإلإِتقان، ومن أئمة هذا الشأن" (٣).
وهذا الحافظ الذهبيُّ يصفه في "تذكرة الحفّاظ" بـ: "الحافظ العلّامة الناقد قاضي الجماعة"، ويقول: "طالعت كتابه المسمى بـ"الوهم والإِيهام" الذي وضعه على "الأحكام الكبرى" يدل على حفظه وقوة فهمه، لكنه تعنت في أحوال رجال فما أنصف، يحيث إنه أخذ يلين هشام بن عروة ونحوه". (٤)
وهذا أيضًا الحافظ العراقي يقول فيه في كتابه، "طرح التثريب": "أحد الحفّاظ الأعلام، صاحبا كتاب: بيان الوهم والإِيهام" (٥).
_________
(١) صلة الصلة، ص: ١٣٢.
(٢) الذيل والتكملة: ٩/ ٨ - ١١، مخطوط الخزانة العامة بالرباط.
(٣) تذكرة الحفّاظ: ٤/ ١٤٠٧، نقلًا عن ابن مسدي.
(٤) المرجع السابق نفسه.
(٥) طرح التثريب: ١/ ٨٧.
1 / 36