وقال ابن عبد الملك: "كتب إليه مجيزًا ولم يلقه: أبو جعفر بن مضاء، وأبو الحسن بن القطان" (١).
وقائمة أسماء مَن روى عن ابن القطان طويلة لا يحصون، كما قال ابن عبد الملك: "في خلق لا يحصون كثرة .. ." نكتفي بهذا القدر منهم.
وقد عدّ الحافظ العراقي في "طرح التثريب" ابن الأبار من تلامذة ابن القطان، حيث قال: "أخذ عنه الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الأبار" (٢).
والغريب أن ابن الأبار نفسه لم يُشِرْ إلى هده التلمذة في "التكملة"، وكذلك ابن عبد الملك، ولعل الحافظ العراقي عثر على هذه التلمذة في مؤلف انتهى إلى علماء المشرق، ولم يتم العثور عليه من طرق علماء المغرب (٣).
• ومن الذين أجازهم ابن القطان الحافظ أبو بكر بن مسدي. قال في "برنامجه" عن ابن القطان: "عاقت الفتن المدلهمة عن لقائه، وقد أجاز لي مروياته" (٤).
سادسًا: مكانته العلمية:
بقيت شخصية ابن القطان مغمورة منذ عهود بعيدة رغم ما عرف به من سعة العلم وقوة الحفظ وكثرة الإِنتاج في الأوساط العلمية، فهو لا يقل عن الأعلام الذين ظفروا بالدراسة الواسعة .. وقد أدى الإِغفال عن مثل هذه الشخصية المغربية العظيمة، إلى طمس الجانب العلميِّ الذي انتهى إليه المغاربة، وخصوصًا في علم الحديث، الذي يعتبر ابن القطان أحد أعلامه البارزين فيه
_________
(١) الذيل والتكملة، مخطوط بالخزانة العامة: ٣/ ٣٣.
(٢) طرح التثريب في شرح التقريب، للحافظ العراقي: ١/ ٨٧.
(٣) علم العلل في المغرب، ص: ٢١٧ وما بعدها.
(٤) تذكرة الحفّاظ: ٤/ ١٤٠٧، نقلًا عن: برنامج ابن مسدي.
1 / 34