144

وقالت: «أوه، أعتقد أنني يمكن أن أنسى، لكن سيكون من الصعب جدا على أي منا أن يتصرف كما لو أنه لم يحدث قط.» ثم واصلت، وهي تنظر إلى علبة الشاي، قائلة: «إلى جانب ذلك، كان الوضع مستحيلا حقا، كما تعلم. من الأفضل لي أن أكون هنا مع آني. ويمكنك المجيء لرؤيتي بين الحين والآخر، ولا يزال بإمكاننا أن نكون صديقين جيدين.»

كان تافرنيك منزعجا. لم يقل شيئا، ولكن بياتريس عندما رفعت نظرها إليه، ضحكت من تعبير وجهه المتجهم.

وقالت مصرحة: «أنت بالتأكيد الأكثر استحالة، والأكثر بدائية من بين كل من قابلتهم في حياتي. لندن ليست منطقة ريفية هادئة، كما تعلم، وأنت لست أخي. علاوة على ذلك، أنت كنت شديد الاستبداد. حتى إنك لم تحبني أن أذهب لتناول العشاء مع السيد جرير.»

اعترف تافرنيك قائلا: «أنا أكره هذا الرجل! هل ترينه كثيرا؟»

فأجابت: «لقد أخذنا جميعا لتناول العشاء الليلة الماضية. رأيت أنه كان لطيفا جدا منه أن يطلب مني الذهاب.»

قال تافرنيك: «لطيف فعلا! هل يريد الزواج منك؟»

وضعت إبريق الشاي وضحكت مرة أخرى بنعومة. بدت ودودة ورقيقة وصافية في ثوبها الأسود الصريح، البسيط للغاية، المزين فقط بفيونكة بيضاء صغيرة على رقبتها، وخديها الورديين، اللذين يبدو أنهما استردا لونهما في اللحظات القليلة الأخيرة، فصارت مغرية للغاية.

قالت: «لا يستطيع. إنه متزوج بالفعل.»

ثم خطرت لتافرنيك فكرة ملهمة، فكرة رائعة لدرجة أنه أمسك بجانبي كرسيه وجلس منتصبا. ها هو، رغم كل شيء، طريق الخروج المناسب له، طريق الخروج من حديقة جنونه، طريق الهروب من ذلك النير الغامض الذي يشل حركته ويقيده ويثقل كاهليه. في تلك اللحظة السريعة والحيوية رأى شيئا من الحقيقة. لقد رأى نفسه يفقد كل ما لديه من رجولة وقوة، رأى نفسه أداة ولعبة في يد هذه المرأة التي سحرته، رأى نفسه مخلوقا مسكينا مغرما يعيش فقط في انتظار الكلمات والنظرات اللطيفة التي قد تلقيها له وقتما تشاء. في تلك الثواني القليلة عرف الحقيقة من الزيف. ودون تردد، أمسك بكل الأنانية الهائلة لجنسه غير المفكر بالحبل الذي ألقي إليه.

وقال بحزم: «حسنا، أنا أستطيع. هل تتزوجينني يا بياتريس؟»

Неизвестная страница