فلما لم يوجد ذلك جاريا في الأمة علم أن السمع ممنوع عن5 مخاطبات الروحانيين من الملائكة. فلما منع السمع عن مخاطبات الروحانيين من الملائكة منع خطاب الملائكة عن الأصوات والتأليف. فإذا منع خطاب الملائكة عن الأصوات والتأليف أطلق له الإصابة والتوفيق. ولما خص خطاب الملائكة بالإصابة والتوفيق جعل محله قلب الرسول المصطفى. وصح ما يقوله8 أهل الحقائق إن الرسالة منة من منن الله تعالى ذكره معلقة بالنفس الكلية التي هى محمع الكلام،9 [80 والأنفس الجزئية المستعدة لقبول العلم تصعد بلطافتها وصفائها زمانا بعد زمان لتبلغ إلى تلك المنة. فيتعذر عليها سلوكها إلا أنها قد تذللت بعض المسالك. فإذا بلغ الأمر زمان المصطفى10 سهل عليه سلوكه وبلوغه إلى قبول تلك المنة بما1 تقدمه من سلوك الأنفس الجزئيات من الأزمنة الماضية. فإذا تمرنت نفسه على قبولها والاستنارة منها تحرك بها جده،1 فلا يزال14 يصحبه15 الوقت بعد الوقت، ولا يزال ينزل على قلبه16 من الإفاضات17
Страница 139