وقع له التخلف عن معرفة الرسول الذي بعد رسوله من [ه24] أجل غفلته عن معرفة أئمته. فلم ينفعهم إقرارهم به ولم يلتفت إلى ما كانوا يستعملونه من قضاء شرائعه وتعظيم كتابه.
وكذلك أهل الإسلام لما غفلوا عن معرفة أئمتهم أنكروا باليوم الآخر، وتوهموه يوما كأيام السنة بطلوع الشمس وغروبها عندهم كاليهود والنصارى. قال الله تعالى ذكره : ولله على آلناس حج آلبيت من آستطا ع إليه سبيلا.1 فالحج اشتقاقه من المحجة البيضاء، يعني ولله على من أنس بنور الإيمان قصد الإمام ومعرفته الذي من جهته الوقوف على المحجة، وهو الوقوف على الحقائق. وشرطة الإستطاعة في قضاء هذه الفريضة إعلامه الأمة أن معرفة الأئمة أصعب من معرفة سائر الحدود العلوية والسفلية لأنهم ليسوا بأصحاب شرائع فيوقف بشرائعهم على مراتبهم، ولا بأصحاب حقائق فيستدل بها على منازلهم.[246) وإنما هم وسائل بين الخلق وبين الله ومنازل أنوار كلمة الله الممتدة من غيبة صاحب الشريعة إلى طلوع صاحب الشريعة، فيحتاج فى معرفة هؤلاء إلى فطنة صافية وعقل راجح . ألا ترى أنه شرط فى الحج الزاد والراحلة? فالزاد العلوم، والراحلة الذليل الذي يهديه 0ا إلى معرفة الإمام والدخول في طاعته.
فأما تأويل الحرم فإنه العقد المعقود لمن ذخل في طاعة إمام زمانه، يكون1
Страница 260