141

Ифтихар

الإفتخار

Жанры

أن29 الجنة عن فعلها لم تكن معطلة حين أبدعها الله، بل كانت أفعالها جارية منها كجريان أفعال ما دونها إلى أقصى المخلوقين. فمن أساميها الفردوس والخلد والنعيم. فكل واحدة منها تسمى جنة ولكل واحدة منها فعل. فالفردوس أعلى الجنان ويضاف الفردوس إلى كلمة الله تعالى ذكره ، وفعلها اتحادها بالمبدع الأول حتى استنار جوهره بها. والخلد ما تمكن فى جوهرية السابق من بزر 31 الأشياء المبزورة32 فيه، قد خلدت فيه فلا تفارقه ولا تزول عنه ولا تتغير أبدا. والنعيم ما أنعم به السابق على تاليه من نور كلمة الله ليكون له بجريانه فى صورة الإنسانية الترقي إلى الخلد والفردوس ليكون نعيمها مخلدا وتخليدها33 بنور الفردوس [178] مستنيرا.

وعلى هذا القياس جاز أن يكون الرجل إذا بلغ من العلم المبلغ العالي الذى،3 رفعت الحجب بينه وبين الجنات الثلاث من النعيم والخلد والفردوس على سبيل التوسط، أن يصير جنة من استفاد منه واستنار بعلمه لأنه إذا أخذ فى فادته فإنه لا يزال ينعم عليه من العلوم الخفية ما يكون به شرفه ورفعته، ولا يزال يخلد في نفسه ما ينعم عليه به من حكمته التي بها حياته وقوامه. وإذا اجتمع الإنعام والتخليد للأنفس استنارت واستضاءت والتذت بها لذة شريفة مشرفة على اللذات كلها. فهذه صورة من صور الثواب بالوجيز من القول.

Страница 211