فقال الشيخ حسين: ليس الأمر كارثة، بل هو العار، نحن فلاحين، لكن فلاحين عرب، والعار سيبقى أبد الأبد لنا ولأولادنا.
فقلت: الأمر لله يا شيخ حسين.
فقال: ألا تصنع معروفا، وتنقذ شرفنا وتتزوج هذه البنت هذه الساعة، ونحل هذه المشكلة بزواجك، ولو بضعة أيام؟
فكدت أضحك من هذا الاقتراح، ولكنه جعل يرجو ويتوسل ويقول إنه شرف العائلة.
وبينما نحن في ذلك وإذا بفتاة، أو سيدة سمينة مبتسمة، تبلغ الثلاثين، قد جاءت تحمل كوبا من الشربات وتقدمه لي، وقال لها الشيخ حسين: قبلي يد سيدك يا بنت.
وقبلت يدي اغتصابا بقوة وإجبار.
وسحبني الشيخ حسين، كأنه يسحب خروفا، إلى قاعة المدعوين، وأجلسني على كرسي، وقبل أن آخذ نفسي رأيت الفتاة السمينة المبتسمة تقعد إلى جانبي، والعقد يتمم في سهولة ويسر، كأننا كنا على ميعاد.
وانبسط الحاضرون، وتكلموا، وأكلوا، وشربوا، وبت ليلتنا أنا والعروس معا.
وفي الصباح ركبنا العربات إلى بيتي في البندر، وبعد أيام جعلت أبحث عن العريس السافل الذي ترك عروسه من أجل الجهاز، فلم أجد اسما ولا خبرا.
وعرف زملائي ما حدث فجعلوا يضحكون ويسخرون مني، أما أنا فقررت بعد أن اتضح لي هذا النصب العلني أن أطلق زوجتي انتقاما من الشيخ حسين وشقيقه.
Неизвестная страница