ساعدت حياة «الأمن» و«المدن» على نمو سكاني معقول، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الأشكال الجديدة من السكن قد ساعدت على نمو الخدمات الصحية الحديثة، والوقاية من كثير من أمراض وأوبئة أفريقيا المتوطنة، وأخطرها مرض النوم والملاريا، ولا نغفل أيضا أن ظهور بعض أنواع المواصلات الحديثة قد ساعد على تغلغل النشاط الطبي في أماكن كثيرة من القارة.
وعلى هذا فإن عدة عوامل قد تفاعلت معا في خفض نسبة الوفيات وزيادة النمو الطبيعي للسكان، وليس أدل على ذلك من أن نسبة الوفيات قد انخفضت من 27 في الألف كمتوسط للقارة في أول الستينيات، إلى 21 في الألف عام 1971، في الوقت الذي احتفظت فيه المواليد بنسبة تتراوح بين 45 و50 في الألف للفترة ذاتها. (3) الموقف السكاني في أفريقيا والعالم
يعطينا جدول (
9-2 ) وشكل (38) نظرة عامة على توزيع السكان على قارات العالم وأقاليمه الكبري، ونصيب كل قارة من سكان العالم بالنسب المئوية ومعامل الزيادة السكانية
index
في السنوات الأربعين الماضية بحساب أن سنة 1930 هي سنة الأساس = (100)، وتتضح من الجدول عدة حقائق نجملها فيما يلي:
أولا:
فيما يختص بنصيب أفريقيا من سكان العالم نلاحظ زيادة مستمرة في هذا النصيب من قرابة 8٪ عام 1930 إلى نحو 10٪ عام 1970، وهي بهذا تشابه قارات العالم النامية: أمريكا الجنوبية وآسيا بالترتيب. ويعطينا شكل (38) تأكيدا لهذه الصورة، حيث نلحظ وجود أفريقيا وآسيا في مربع العالم القديم النامي، وأمريكا الجنوبية في مربع العالم الجديد النامي أيضا، وفي هذا المربع الأخير تتواجد قارتي أوشينيا (أستراليا وجزر الباسيفيك) وأمريكا الشمالية، لكنهما عامة تقعان على حافة المتوسط العالمي للزيادة السكانية، أي إن النمو السكاني فيهما خلال الستينيات كان يشير إلى استقرار نسبي واتجاه إلى نمط العالم القديم المتقدم (أوروبا والاتحاد السوفييتي)، حيث تهبط نسبة النمو السكاني كثيرا عن المتوسط العالمي.
جدول 9-2: أفريقيا بين سكان العالم. *
السنة
Неизвестная страница