ومن أهم ممثلي البربر قبائل البربر المختلفة في جبال الأطلس، وقبيلة الطوارق في هضبة الحجار، أما أهم ممثلي الإثيوبيين فهم مجموعة البجة في صحراء البحر الأحمر، والدناكل والصوماليون في القرن الأفريقي، والجالا في الهضبة الحبشية، والمازاي في الأخدود الشرقي، والتبو في الصحراء الكبرى، والفولاني أو اللبفة في غرب أفريقيا.
وأخيرا فإن السلالة الشرقية أو الساميين تمثل آخر هجرة قوقازية إلى أفريقيا - باستثناء هجرة المستوطنين الأوروبيين في جنوب أفريقيا وشرقها - وقد انتشروا مع الإسلام، وإن كانت هناك هجرات سامية قديمة في الحبشة يتكون من معظمها مسيحيو إثيوبيا. وقد امتزج الساميون بالحاميين الشرقيين والشماليين امتزاجا كبيرا، وأعطوهم اللغة العربية والإسلام، وإن كانت هناك مجموعات عربية قد استقرت في أوطان صحراوية خاصة بها، ومجموعات أخرى اختلطت بزنوج السودان وكونت مجموعات البقارة في وسط السودان النيلي إلى بحيرة تشاد. (2) اللغات الأفريقية
سكان أفريقيا، رغم عددهم القليل (حوالي 290 مليونا) منقسمون من حيث اللغة إلى أقسام كثيرة جدا؛ فإن تقدير الخبراء يتراوح بين 800 وألف لغة أفريقية، ولكن هذه اللغات العديدة جدا تتفاوت فيما بينها في عدد المتكلمين بها تفاوتا ضخما؛ ففي جمهورية الكنغو يعيش قرابة خمسة عشر مليونا من الناس ، هذا العدد الصغير يتكلم - حسب رأي الأستاذ اللغوي جاستون فان بولك
G. Van Bulck - 518 لغة من لغات البانتو! هذا فضلا عن مجموعات اللغات السودانية في شمال الكنغو! وماذا عن لغات الأقزام؟
ولكن ليست كل أفريقيا مقسمة لغويا إلى هذا العدد من اللغات المجهرية الحجم، فإن كثرة اللغات في الكنغو راجع في الحقيقة إلى عزلة القبائل المختلفة في إقليم الغابات تكون لغات من لهجات لغة واحدة.
هناك لغات يتكلم بها عدد كبير من السكان، مثلا لغة الهوسا التي يتكلم بها قرابة ثمانية ملايين شخص في شمال نيجيريا، ولغة اليوربا يتكلم بها قرابة 4,5 ملايين شخص، وأكبر اللغات المنتشرة في أفريقيا انتشارا مكانيا هائلا، ويتكلم بها عدد هائل من سكان القارة، هي بلا شك اللغة العربية التي يتكلم بها كل سكان أفريقيا الشمالية وأفريقيا الصحراء، وهي تنتشر في نطاق السفانا السوداني انتشارا كبيرا، ويتكلم بها قرابة 85 مليونا،
5
أي إن لغة واحدة يتكلم بها قرابة ثلث سكان القارة، والثلثين الباقيين موزعين على مئات اللغات الأخرى.
ولكن هناك لغات أفريقية تصبح مألوفة لدى مجموعات لغوية أخرى كلغة تخاطب أو ما يسمى
Lingua Franca ، ومن أمثلة ذلك لغة السواحلي التي تتكون أساسا من لغة بانتو شرق أفريقيا أضيفت إليها اللغة العربية، وامتزجت بها امتزاجا شديدا وأصبحت لغة التخاطب في كل شرق أفريقيا وشرق الكنغو وموزمبيق. كذلك هناك لغة الهوسا في شمال نيجيريا التي أصبحت لغة التخاطب في كل القسم الشرقي من غرب أفريقيا: من ساحل العاج حتى الكمرون وجابون. وهناك لغة الماندي بلهجاتها الثلاثة «المالينكة - البامبارا - الجولا» التي يتخاطب بها الناس في القسم الغربي من غرب أفريقيا، من ساحل العاج حتى السنغال وتمبكتو. ولا شك أن هذه اللغات الثلاثة: السواحلي والهوسا والماندي قد استمدت انتشارها من انتشار الإسلام والتجارة في داخلية أفريقيا، أما العربية فيرجع انتشارها إلى هجرة القبائل العربية واستقرارها في معظم مناطق أفريقيا الشمالية والصحراوية، وانتقال السكان السابقين في هذه المناطق إلى الإسلام وإلى العربية حضارة وثقافة.
Неизвестная страница