Ифада в истории имамов
الإفادة في تاريخ أئمة السادة
Жанры
وحدثني شيخنا أبو عبد الله البصري قال: كنت أملي: (نقض الموجز) لابن أبي بشر الأشعري، فكان رضي الله عنه يستملي ذلك بنفسه ويكتبه مع سائر أصحابنا، وكان يحتاج إلى أن يكتب في كل يوم نحو ثلاثين ورقة وأقل وأكثر من أثمان المنصوري، فكنت أنا أتامله وهو يكتب ذلك وقد عرق من شدة الحر، وتعب تعبا شديدا، وهو شيخ وإلى السمن ما هو، فقلت له: أيها السيد، هذا يتعب نفسك فيما تكتبه أنت، وهذا لا فضل فيه بين أن تكتبه أنت، وبين أن يكتبه غيرك. فقال لي: أحب أن لا أتأخر عن أصحابنا في الاستملاء كما لا أتأخر عنهم في الدرس.
وتقدم في علم الكلام تقدما عظيما، وجمع بين الكلام والفقه، وصدر كثير من الأدب، وقد كان قراء على أبي عمر غلام ثعلب كثيرا من الأدب، ورأيت في كتبه رضي الله عنه ذكر سماعاته منه.
وكان أبو عبد الله البصري يحضر داره كثيرا ويبيت فيها ويلقنه المسائل، وربما يملي عليه التعاليق ويكرر ما جرى له من الدرس، وكان يفعل هذا لأغراض، منها: التبجح بأن يكون مثله من أصحابه، ويتخرج بتعلمه منه وينتسب إليه.
ومنها: الاستظهار بمكانة والاعتصام بجنبته من قصد طبقات المخالفين له، حتى لم يتمكنوا مع كثرتهم وإطباقهم على عداوته اعتقادا وحسدا من شيء مما كانوا يحاولونه من التأثير في أمره.
Страница 135