دليلنا: أنه قد ثبت أنه تعالى قادر عالم والقادر العالم لا يكون إلا موجودا لأن المعدوم يستحيل أن يكون قادرا على شيء وعالما به،ألا ترى أن كثيرا من الموجودات كالجمادات والأعراض يستحيل أن تكون قادرة على شيء وعالمة به مع وجودها،فإذا كان كذلك فالمعدوم أولى أن لا يكون قادرا على شيء ولا عالما،وقد ثبت أن الله تعالى عالم قادر فلا يكون إلا موجودا،وحقيقة القديم في اللغة ما تقادم وجوده يقال بناء قديم ورسم قديم لمتقادم الوجود وحمل على هذا المعنى قوله تعالى{حتى عاد كالعرجون القديم}(يس:39) والعرجون هو العذق في طرفه شماريخ التمر وهو مقدار الذراع طولا فيكون عند الجذاذ ممتدا ثم إذا يبس وتقادم احقوقف وصار كهيئة الهلال لتقادم وجوده على ما هو قريب العهد بالجذاذ.
وفي الاصطلاح: ما قاله المصنف وإن شئت قلت هو الموجود الذي لم يسبق وجوده عدم،وإن شئت قلت هو الموجود بغير موجد.قال صاحب الخلاصة: فلا يصح أن يوصف بهذا الوصف على الإطلاق إلا الباري تعالى نظرا منه إلى هذه الحقيقة الاصطلاحية.
وقال في الأساس:أن الوصف بقديم غير مختص بالباري لثبوت بناء قديم ورسم قديم بين الأمة بلا تناكر وهذا نظر إلى اللغة،والقول بأن الله تعالى قديم هو مذهبنا.والخلاف للباطنية لا يأتي هنا لأنهم يصفون العلة التي هي الباري عندهم بأنها قديمة ويأتي خلاف غيرهم.
Страница 70