Идах Фи Шарх Мисбах
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
Жанры
والجواب: عن ذلك أن هذه المسئلة غير صحيحة فيتوجه الجواب عنها لأن الزيدية على الحقيقة هم الجارودية ولا نعلم في الأئمة عليهم السلام بعد زيد بن علي عليه السلام من ليس بجارودي وأشياعهم كذلك وأكثر ما نقل وصح عن السلف هو ما (قلنا على) تلفيق واجتهاد وإن كان الطعن والسب من بعض الزيدية ظاهر إنما هذا رأي المحصلين منهم، وإنما هذا القول قول بعض المعتزلة يفضلون عليا ويرضون عن المشائخ فليس هذا يطلق على أحد من الزيدية لأنا نقول قد صح النص على أمير المؤمنين (عليه السلام) من (الله ورسوله) وصحت معصية القوم وظلمهم وتعديهم لأمر الله سبحانه وإن كانت جائزة المعصية والترضية فما أبعد قول الشاعر في قوله:
إن كان يجزى بالخير فاعله شرا ويجزى المسيء بالحسنى
فويل تالي القرآن في ظلم الليل وطوبى لعابد الوثن
فنهاية الأمر أن المروي عن السلف الصالح أنهم لا يسبون وهكذا قال المؤيد بالله ولم يصرح بالترضية فأما القول بالترضية فمبني على القطع لصغر معصيتهم وذلك مما يحتاج إلى برهان وصاحب هذه المقالة لا يجده أو على عصمتهم ولا قائل بذلك من الأئمة وشاهد الحال لو ادعى ذلك لفضحه لأن طلحة والزبير من أفاضلهم وقد صح فسقهما بالخروج على إمام الحق، وإنما رويت توبتهما ولم ترو عن الثلاثة توبة عما أقدموا عليه من الإمامة وتأخير علي عليه السلام من مقامه الذي أقامه الله ورسوله فيه، وأما الصلاة خلف من ذكرت ففي الصلاة خلاف طويل وقد أجازها الأكثر خلف المخالفين ما لم يكن خلافهم كفرا والأمر في ذلك يهون والاحتراز خلف من يقول بذلك أولى.
Страница 297