ومن همز سورة جعلها من أسأر في الإناء سؤرا، أي: أفضلت منه فضلة، وأبقيت منه بقية، ومنه سؤر الدواب، كأنها قطعة من القرآن على حدة (¬1) . والله أعلم.
وأما الآية فقد اختلفوا في معناها، قال أبو عمرو بن العلاء وأبو عبيدة وغيرهما: معنى الآية من القرآن: كلام متصل الى انقطاعه وانقطاع معناه فصلا فصلا (¬2) .
وقال غيرهم: معنى الآية: العلامة، كقوله تعالى (رب اجعل لي آية ) ]مريم10[، أي: علامة (¬3) ، ولأنها سميت الآية آية كأنها علامة (¬4) تدل على نفسها بانفصالها عن الآية التي تقدمتها /36ظ/ أو تأخرت عنها، فكل آية كأنها علامة، قال برج الطائي:
خرجنا من النقبين لا حي مثلنا بآياتنا نزجي اللقاح المطافلا (¬5)
أي: بعلاماتنا.
وقال أبو عمرو إسحق بن مرار الشيباني: معنى الآية من القرآن: جماعة حروف، من قولهم: خرج القوم بآيتهم، أي:بجماعتهم، ولم يدعوا وراءهم شيئا (¬6) .
وقال ابن الانباري: معنى الآية: العجيبة، وإنما سميت الآية آية لأنها عجيبة لمباينتها كلام المخلوقين، من قولهم: فلان آية من الآيات، أي: عجب من العجائب (¬7) .
Страница 166