وقال بعضهم: لا يجوز لأحد أن يخالف ما كتب زيد، فإنه لم يكتب شيئا من ذلك إلا بعلم منه فيه وحكمة (¬1) ، ألا ترى أنه لو كتب (على صلوتهم ) ]المؤمنون9[، و(بصلوتك ) ]الاسراء110[، و(إن صلوتك ) ]التوبة103[ بالألف بعد الواو أو بألف من غير واو لما دل ذلك إلا على وجه واحد وقراءة واحدة، وكذلك (إن هذان لسحران ) ]طه63[، كتب هذن بغير ألف ولا ياء لتكون فيه دلالة على القراءتين، وكذلك (وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار ) ]الرعد42[كتب ( وسيعلم الكفر ) بغير ألف قبل الفاء ولا بعدها؛ ليدل بذلك على الوجهين والقراءتين جميعا.
وحكي عن بعض العلماء أن القرآن كتب بحضرة جبريل عليه السلام، وأن النبي عليه السلام كان يملي على زيد من تلقين جبريل وقال بعضهم إن جبريل - عليه السلام- نزل بالقرآن على هذا النظم وبهذا الهجاء وعلى هذا المثال، وكذلك هو مكتوب في اللوح المحفوظ، فلا سبيل الى مخالفته بحرف (¬2) ، والله أعلم بجميع ذلك.
الباب السابع
في ذكر فضل قراءة القرآن من المصحف
أخبرنا أبو محمد حامد بن أحمد -رحمه الله-، قال: أخبرنا محمد بن القاسم، قال: حدثنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، قال: حدثنا يوسف بن عاصم الرازي، قال: حدثنا محمد بن بحر، قال: حدثنا سعد بن سالم المكي، عن/34و/ أبي جريح، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير، قال: رسول الله صلى الله عليه: من قرأ القرآن ظاهرا أو نظرا أعطي شجرة في الجنة، لو أن غرابا أفرخ تحت ورقة من ورقها، ثم أدرك ذلك الفرخ فنهض، لأدركه الهرم قبل أن يقطع تلك الورقة (¬3) .
Страница 157