فقد تغيرت عما كانت عليه في العصور السابقة، وقامت بين الدولتين علاقات حسنة، تم عقد صلح بين الدولتين في سنة (٧٢٠ هـ)، فتحت بموجبه الحدود بين الدولتين للتجارة وغيرها، كما تعهد الملك الناصر محمد بن قلاوون بحماية الحجاج العراقيين (١).
وقد توفي هذا السلطان سنة (٧٣٦ هـ) بعد حكم دام عشرين عامًا، ويعد آخر ملوك الأسرة المغولية الإيلخانية الكبار (٢).
* الأوضاع بعد وفاة السلطان بوسعيد:
لما أحسَّ السلطان (بوسعيد) بدنو أجله، أوصى وزيره (خواجه غياث الدين) بأن يتولى الحكم بعده الأمير (أربا خاوون بن سوسه) وهو من ذرية الأخ الأصغر لهولاكو، فلما توفي السلطان نفذ الوزير الوصية، وبويع الأمير (أربا خاوون) سلطانًا على البلاد، غير أن هذه البيعة لم تكن مقبولة لدى بعض الأمراء وكبار رجالات الدولة، بل قوبلت بالرفض والتسخط، واتفق عدد من
الأمراء وكبار رجالات الدولة بقيادة الأمير (علي باشا) حاكم بغداد على رفض البيعة، ومبايعة الأمير (موسى بن علي بن بايدوا) سلطانًا على البلاد (٣)، بحجة أنه أصلح للسلطة، وأحق بالولاية؛ لأنه موصوف بالحصافة، والدهاء، والديانة والاستقامة (٤)، على العكس من (أربا خاوون) فقد وصف بالظلم والتسلط حتى إنه اتهم بالكفر والضلال (٥). فنشأ عن هذا الاختلاف والنزاع
قتال شديد بين الطرفين المتنازعين انتهى بالقبض على السلطان (أربا خاوون)
_________
(١) انظر: السلوك للمقريزي، ج ٢، قسم ١، ص ٢٠٩، شذرات الذهب، ٦/ ١١٣، تاريخ الدولة المغولية، ص، ٢٣٠، تاريخ العراق بين احتلالين، ١/ ٤٧٠.
(٢) انظر: دول الإسلام، ٢/ ٢٤٣، النجوم الزاهرة، ٩/ ٣٠٩، تاريخ الدولة المغولية، ص، ٢٢٨.
(٣) انظر: دول الإسلام، ٢/ ٢٤٣، الدرر الكامنة، ١/ ٣٤٨، تاريخ الدولة المغولية، ص، ٢٣٢، تاريخ العراق بين احتلالين، ١/ ٥٢٢.
(٤) انظر: الدرر الكامنة، ٤/ ٣٧٦.
(٥) انظر: الدرر الكامنة، ١/ ٣٤٨، السلوك للمقريزي، ج ٢ قسم ٢، ص، ٤٠٦.
1 / 47