* السلطان محمد خدا بنده (١) بن أركون بن أبغا بن هولاكو (٧٠٣ - ٧١٦ هـ):
تولى الحكم بعد أخيه المذكور قبله سنة (٧٠٣ هـ) وكان حسن الإسلام، سليم المعتقد، ثم انتقل بعد بضع سنوات من توليه الحكم، وبتأثير من بعض علماء الشيعة إلى المذهب الشيعي، ودعا إليه في سائر أنحاء الدولة، وعادى أهل السنة، وأمر بعدم الترضي عن الخلفاء الراشدين الثلاثة في الخطبة، فأثار ذلك سخطًا وغضبًا عارمًا في أوساط الدولة؛ لأن الغالبية العظمى من
المسلمين من أهل السنة والجماعة مما أحس معه بالخطر على ملكه، فخفف من دعوته إلى المذهب الشيعي، وذكر بعض المؤرخين: أنه تراجع عنه في آخر سني حكمه، وأمر بالترضي عن الخلفاء الراشدين (٢).
وعلى الرغم من هذه الأحداث، فقد شهد عهده بصفة عامة رخاءً واستقرارًا، فإن لم يخل من حركات مناوئة استطاع القضاء عليها (٣).
وأما علاقته بدولة المماليك في مصر والشام، فقد ظلت كما هي عليه في عهد أسلافه - مما سبقت الإشارة إليه - حيث شن حملة كبيرة بقيادته لاحتلال بلاد الشام سنة (٧١٢ هـ)، لكن حملته هذه منيت بالهزيمة، فعاد أدراجه إلى بلاده (٤).
_________
(١) هكذا ذكره عدد من المؤرخين منهم ابن حجر في الدرر الكامنة، ٣/ ٣٧٨، وقال: "وعلى ألسنة العامة خربندا"، وكثير من المؤرخين يذكره أيضا بلفظ "خربندا" وقد أوضح في النجوم الزاهرة، ٩/ ٢٣٨: بأن سبب الاختلاف في ضبط اسمه: أن اسمه
الأصلي الذي سماه به أبوه هو "خربندا" بفتح الخاء المعجمة، وسكون الراء، وفتح الباء الموحدة، وسكون النون ومعناه: عبد الحمار، فلما تولى الملك غير اسمه وسمى نفسه بـ"خدابنده" بالدال المهملة بعدها ألف، ومعناه: عبد الله ونادى في مملكته بأن لا يسمى بغير هذا الاسم".
وقد ذكر بعض المؤرخين أسبابًا أخرى في سبب الاختلاف في اسمه، كما في رحلة ابن بطوطة، ١/ ١٦٩، تاريخ العراق بين احتلالين، ١/ ٤٠١.
(٢) انظر: البداية والنهاية، ١٤/ ٦٧، الدرر الكامنة، ٣/ ٣٧٨، تاريخ الدولة المغولية، ص، ٢١٤، تاريخ العراق بين احتلالين، ١/ ٤٠٧.
(٣) تاريخ الدولة المغولية، ص، ٢١٩، تاريخ العراق بين احتلالين، ١/ ٤٠١، ٤٤٣.
(٤) انظر: البداية والنهاية، ١٤/ ٥٧، تاريخ الدولة المغولية، ص، ٢١٨، تاريخ العراق بين احتلالين، ١/ ٤٢٥.
1 / 45