القاعدة عند أهل السنة في هذه المسألة أنه ليس كل كفر عملي كفرا أكبر، ولكن من الكفر العملي ما يكون كفرا أكبر، بمعنى أننا لا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب حتى يستحله أو تظهر الدلائل القطعية الثبوت على انخرام أصل الإيمان من القلب، فبذلك يكفر المرء، كمن سب الله تعالى أو دينه أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو (كافر) بالإجماع، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه الماتع (الصارم) (¬2)، وكمن ألقى المصحف على الأرض استخفافا به واحتقارا، أو سجد لصنم، فهذا من قبيل الكفر العملي؛ فالرجل لم يتكلم حتى يظهر لنا اعتقاده، ورغم ذلك فإجماع أهل السنة والجماعة والعلماء على تكفيره. فإذا ظهرت تلك القرائن، وجب القول بتكفيره، وهذا من المعلوم من الدين بالضرورة (¬3). ثم إن أقران هذا الرجل لا يسعهم جهل هذه ........................................................................ ..............
المسألة، ولنا هنا تعليق على من يشترط استحلال القلب، إذ إن هذا الكلام مخالف لكلام أهل السنة والجماعة: فمن الذي يقول باستحلال القلب منهم أصلا؟ ثم ما يدرينا باستحلال ذلك القلب؟، فهذا أمر مخالف للمعلوم عند أهل السنة، وقد بينا ذلك سابقا، وحسبنا هنا هذا القدر.
Страница 41