Иктибар
الإعتبار وسلوة العارفين
Жанры
إن للدهر صولة فاحذرنها .... لا تبيتن قد أمنت الشرورا
قد يبيت الفتى معافى فيردى .... ولقد كان آمنا مسرورا
فأحسن سعد جائزتها، فلما أرادت فراقه. قالت: أحييك تحية أملاكنا بعضهم بعضا لا جعل الله لك إلى لئيم حاجة، ولا نزع من عبد صالح نعمة إلا جعلك سببا لردها، ثم خرجت فتلقتها نساء المدينة، وقلن لها: ما فعل لك الأمير فقالت:
حاط لي ذمتي وأكرم حملي إنما يكرم الكريم الكريما
* وساح أيضا امرؤ القيس اللخمي وهو: بحرق الأول، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أخبرنا أبو أحمد، أخبرنا أبو بكر بن دريد، حدثنا عمي، حدثنا حاتم بن قبيصة، عن ابن الكلبي، عن أبي مسكين، قال: امرؤ القيس: وهو بحرق الأول بن عمرو ،وامرؤ القيس وهو الذي تعبد وساح. وكان هذا الملك ذا جمال ومنطق، وكان ذا مصاحبة للذات، عكوفا على اللهو، وكان مع ذلك يرجع إلى عقل أصيل، ورأي ثاقب، فخرج ذات يوم، فإذا هو برجل كأنه مقاد، عليه أطمار، قد جمع عظاما من عظام الموتى، وهي بين يديه يقلبها.
فقال له الملك: ما قصتك أيها الرجل؟ وما بلغ بك ما أرى من سوء الحال؟ ونشوف الجسم ؟ وشحوب اللون، والإنفراد في هذه الفلاة؟
فقال الرجل: أما [ما] ترى من تغير حالي، ونحول جسمي، وشحوبي، فإني على جناح سفر، وبي موكلان يزعجاني، يحدوان بي إلى منزل ضنك المحل، مظلم القعر، كريه المقر، ثم يسلماني إلى مصاحبة البلى، ومجاورة الهلكات بين أطباق الثرى، فلو تركت بذلك مع جفاءه، وضيقه، ووحشته، وتقطع أعضائي فيه، وأرتعاء أخراش الأرض في لحمي، وعصبي، وعظامي، حتى أعود رفاتا، وتصير أعظمي رماما، ولو كان للبلاء انقضاء، وللشقاء نهاية لنسيت، ولكن أرفع بعد ذلك إلى صحبة المحشر، وأرد أهوال مواقف الجرائم، لا أدري إلى أي دارين يؤمر بي، فأي عيش يلتذ من تكون هذه صورته ؟
Страница 160