أحمد بن بن محمد بن على بن عبد الله، كبير المهندسين بمصر، ويلقب بالمعلم. وكان أبوه أيضا من المهندسين، وكان عليهما المعول فى العمائر السلطانية، وإليهما تقدمه الحجارين والبنائين بديار مصر. توفى صاحب الترجمة سنة 801 أو 802 ه. على ما فى «الضوء اللامع» للسخاوى 2، وذكر أنه انتدب لهندسة عمارة المسجد الحرام فتردد إلى مكة لذلك ومات هناك بعد الفراغ من العمارة. وصاهره الظاهر برقوق سلطان مصر على ابنته، فنال بذلك وجاهة، وقد خلط بعضهم بينه وبين ابنه الآتى بعده. وترجمه أيضا الفاسى فى «العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين»، ولا يخرج ما فيه عما ذكره السخاوى.
88 - الطولونى
ابن المتقدم قبله. وهو محمد بن أحمد الطولونى المهندس، ذكره السخاوى بهذا اللقب فى «الضوء اللامع»، وقال: «مضى فيمن جده أحمد بن على بن عبد الله» وبمراجعة الموضع الذى أحال عليه، وجدناه يقول: «محمد بن أحمد بن أحمد 1 بن على بن عبد الله بن على ناصر الدين ابن الشهاب بن الطولونى، المعلم بن المعلم الماضى أبوه. كان يلى معلمية السلطان، وتزوج الظاهر 2 بأخته، مات بعد أبيه بأشهر فى ليلة الخميس خامس عشرى رجب سنة 801 ه، ودفن من الغد فى تربتهم بالقرافة بعد أن صلى عليه فى مشهد حضره الخليفة المتوكل على الله وغالب الأمراء والأعيان.
وكان شابا جميل الوجه طويل القامة لديه مشاركة وله اعتقاد فى الفقراء ذكره العينى وغيره». انتهى ما ذكره السخاوى بنصه، ويستفاد منه أمران، الأول أن لفظ «المعلم» كان لقب تكريم لكبار ذوى الفنون، ثم أخذ يتراجع بتراجع الفنون فى الشرق حتى صار إلى ما صار إليه الآن، والثانى ما كان للمهندسين ونحوهم من المكانة العظيمة فى الناس، بحيث لا يترفع السلطان عن مصاهرة أحدهم، وإذا مات يحضر جنازته والصلاة عليه خليفة مصر العباسى وأمراء الدولة.
Страница 54