التقديم
أولا: كتابة الترجمة وأصنافها:
يعرف التراث العربي فائضا كبيرا في أعمال تراجم الرجال شمل أصناف المترجم بهم من العلماء والمحدثين والمفسرين والأدباء والشعراء واللغويين والنحاة والمتصوفة والأطباء وغيرهم، كما شملت هذه الأصناف أكبر التآليف في العربية حجما، وأوسعها مادة وأكثرها ذيولا وتكملة.
ومفهوم الترجمة مما يجري في هذه المصنفات والتآليف يقوم في عمومه على تهيئة ظروف التعرف على المترجم به وإزالة حجب المجهول التي تكتنفه، وذلك إما بعرض تاريخي الميلاد والوفاة ومحلهما وذكر الطبقة التي ينتمي إليها الرجل زمانا ومكانا وعلما وخطّة وإما بذكر أخباره وأحواله ورحلاته وأشياخه وتلامذته ونشاطه في التدريس والتأليف والإنتاج الأدبي وممارسة الخطط وغيرها.
ويبقى مجال التعرف على الرجل في كل هذا عملا نسبيا حسب ما يتيسر للمؤلف من مواد تزيل حجب هذا المجهول، أو مصادر معتمدة تقدم ما يتعرف به عليه، أو يعمل على تقريبه إلى القارئ.
وتبقى هذه التراجم أصنافا متعددة حسب الطبيعة التي تبنى عليها الترجمة والجهة التي تسخر لها. فهناك من هذه الأصناف (١):
١ - صنف الترجمة العلمية العامة: وهي الترجمة التي تستهدف أساسا التعريف بالرجل في إطار انتمائه إلى صنف العلماء أو طبقة من طبقات الممارسين للعلم.
_________
(١) راجع عن هذه الأصناف والتعريف بها: مقال ابن الخطيب في كتابة الترجمة / لكاتب هذا التقديم / نشر ضمن أعمال ندوة ابن الخطيب / مجلة كلية الآداب بتطوان / عدد: ٢.
1 / 11