Иджаз аль-Куран
إعجاز القرآن للباقلاني
Исследователь
السيد أحمد صقر
Издатель
دار المعارف
Номер издания
الخامسة
Год публикации
١٩٩٧م
Место издания
مصر
فجزاك (١) الله عن الإسلام وعن رسوله خيرًا، كنت عنده بمنزلة السمع
والبصر.
صدقت رسول الله، ﷺ، حين كذّبه الناس، فسماك في تنزيله صديقا، فقال: (والذي جاء بالصدق وصدق به) (٢) .
وآسيته حين بخلوا، وقمت معه عند المكاره حين قعدوا، وصحبته في الشدائد أكرم الصحبة، ثاني اثنين وصاحبه (٣) في الغار، والمنزل عليه السكينة والوقار، ورفيقه في الهجرة، وخليفته في دين الله وفى أمته - أحسن الخلافة - حين ارتد الناس، فنهضت حين وهن أصحابك، وبرزت حين استكانوا، وقويت حين ضعفوا، وقمت بالامر حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا (٤)، مضيت بنور إذ وقفوا، واتبعوك فهدوا.
/ وكنت أصوبهم منطقا، وأطولهم صمتًا، وأبلغهم قولًا، وأكثرهم رأيًا، وأشجعهم نفسًا، وأعرفهم بالأمور، وأشرفهم عملًا.
كنت للدين يَعْسُوبًا (٥)، أولًا: حين نفر عنه الناس، وآخرًا: حين قفلوا (٦)، وكنت للمؤمنين أبًا رحيمًا، إذ صاروا عليك عيالا، فحملت أثقال ما ضعفوا عنه (٧)، ورعيت ما أهملوا، وحفظت ما أضاعوا، شمّرت إذ خنعوا، وعلوت إذ هلعوا، وصبرت إذ جزعوا، وأدركت أوتار ما طلبوا، وراجعوا رشدهم برأيك فظفروا، ونالوا بك ما لم يحتسبوا.
وكنت كما قال رسول الله: ﷺ آمن الناس عليه في صحبتك وذات يدك، وكنت كما قال: ضعيفًا في بدنك، قويًا في أمر الله، متواضعًا في نفسك، عظيمًا عند الله، جليلًا في أعين الناس (٨)، كبيرا في أنفسهم.
(١) س، ك: " جزاك " (٢) سورة الزمر: ٣٣ (٣) م: " اثنين إذ هما "، (٤) س: " حين تبعبعوا " وفى اللسان ٩ / ٣٨٤ والتعتعة في الكلام: أن يعيا بكلامه ويتردد من حصر أوعى، ومنه الحديث: الذى يقرأ القرآن ويتعتع قيه، أي يتردد في قراءته ويتبلد فيها لسانه " (٥) في اللسان ٢ / ٨٩ " اليعسوب: السيد والرئيس والمقدم، وأصله أمير النحل وذكرها " (٦) س " حين أقبلوا " ك: " حين قبلوا " ومعنى قفلوا: رجعوا، يشير بذلك إلى الردة (٧) سقطت من ك، س (٨) م " في أعين المؤمنين " (*)
1 / 144