Ибрагим, отец пророков
إبراهيم أبو الأنبياء
Жанры
وقد كان إبراهيم زعيم قبيلة بادية، وكان تهافت العروش، وتبدل العبادات والكهانات من حوله خليقا أن يريبه في أمرها، وأن يحبب إليه النجاة من طوارقها وطوارئها، وكانت القبائل القوية حول العواصم تتنازع السلطان، فهي في شاغل بالسيطرة عن العبادة. أما العشيرة الصغيرة فهي مغلوبة على مرافقها وعلى ضمائرها، ولا عصمة لها إلا أن تعتصم بإله أقوى من الغالبين ومن المغلوبين: إله لا تحصره هياكل العاصمة وتماثيلها، ولا يتغير من بادية إلى بادية فوق بطاح الصحراء وتحت قبة السماء ...
إن وجود إبراهيم في عصر كذلك العصر حقيقة لا غرابة فيها، ولا محل فيها لاختراع المخترعين.
الفصل السابع عشر
النشأة
من الحقائق ما ينبذه السامع لأنه على قربه لم يلتفت إليه.
كان جندي أوروبي يقدح في الشرق وأبنائه وكل ما فيه أثناء الحرب العالمية الأولى، ويقول: إنه مباءة السوء فلا يخرج منه شيء حسن، ولا يأتي منه خير ...
وقال له محدثه: إنك تدين بدين جاء من الشرق!
فوجم الرجل وأخذته الدهشة؛ لأنه لم يتنبه إلى هذه الحقيقة لحظة واحدة طول حياته، وهو يدين بدين السيد المسيح، ويستمع إلى الإنجيل كلما ذهب إلى الكنيسة ...
ومثل هذه الحقيقة ما ذكرناه آنفا عن نسبة إبراهيم العربية؛ فإنها أصح نسبة ينسب إليها، ولكنها تبدو لمن يسمعها كأنها غريبة يقال لمن يزعمها: من أين جئت بهذه الأحدوثة التي لم نسمعها قبل الآن؟!
فلا يقال عن إبراهيم: إنه إسرائيلي؛ لأن يعقوب هو أول من تسمى بإسرائيل، ويعقوب حفيد إبراهيم.
Неизвестная страница