39

Ибн Таймия: его жизнь и времена, мнения и юриспруденция

ابن تيمية: حياته وعصره، آراؤه وفقهه

Издатель

دار الفكر العربي

ثم خرج بعد هذا القول من عنده معززاً مكرماً بحسن نيته (١))).

أنتجت هذه المقابلة خيراً وإن كان محدوداً ، لقد أجل دخول دمشق إلى حين ، وأمن الناس وزال فزعهم، فقد وعده قازان خيرا وأعلن الأمان وطيف بمنشوره فى البلد من أقصاه إلى أقصاه ، ولكن طلب من الأهلين تسليم السلاح والخيل والأموال المخبوءة ؛ وبعد ثمانية أيام كثر عبث الجند خارج المدينة، فأتلفوا الزرع والضرع؛ فقلت الأقوات، وحاول أحد الذين كانوا فى خدمة ملوك مصر ومالأ التتار - أن يحمل حماة قلعة دمشق على تسليمها . فامتنعوا بتحريض ابن تيمية الذى كان ملاذ الناس فى تلك المحنة الشديدة ، ولکن اندفع الجند مع بعض طوائف الشيعة من بعد ذلك فى الصالحیة یعیتون فهافسادا، وحر قوابعض مساجدها، وقتلوا وسبوا من نساء المسلمين وهم يذكرون أنهم مسلمون ، وبلغ الناس أنهم داخلون دمشق لا محالة .

خرج ابن تيمية مرة ثانية لمقابلة قازان ، ولكن حجبه عنه الوزراء ، وقد وعد بأن المدينة لا يدخلها التتار، ولكنهم دخلوها وعاثوا فيها فسادا ، ثم خرجوا من بعد ، وكان لابن تيمية مسعى حميد فى استنقاذ الأسرة ، وفك إسارهم ،

(١) القول المجلى ص ١٦٢، وقد جاء فيه أيضا: ((أنهم لما حضروا مجلس قازان قدم لهم الطعام فأكلوا منه إلا ابن تيمية ، فقيل له لماذا لا تأكل ؟ فقال كيف آكل من طعامك ، وكله مما نهبتم من أغنام الناس ، وطبختموه بما قطعتم من أشجار الناس . ولقد طلب منه قازان الدعاء له، فقال فى دعائه: «اللهم إن كنت تعلم أنه إنما قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وجاهد فى سبيلك فأن تؤيده وتنصره، وإن كان لذلك والدنياوالتكاثر فأن تفعل به وتصنع ، فكان يدعو وقازان يؤمن على دعائه ، ونحن نجمع ثيابنا خوفا من أن يقتل فيطرطس بدمه ، ثم لما خرجنا قلنا له . كدت تملكنا معك، ونحن ما نصحبك من هنا فقال : وأنا لا أصحيكم ، فانطلقنا عصبة ، وتأخر ، فتسامعت به الخواتين والأمراء فاقوه من كل فج ، وصاروا يتلاحقون به ليتبركوا برؤيته، فما وصل إلا فى نحو ثلاثمائة فارس فى ركابه، وأما نحن نخرج علينا جماعة فشلحونا)).

38