إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون .
2
والمؤمن القوي هو قضاء الله الغالب وقدره الذي لا يرد، وهو أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، ويكون لهذا أهلا لتأييد الله ونصرته، وذلك وفاء من الله بوعده؛ إذ يقول:
وكان حقا علينا نصر المؤمنين ، ويقول:
يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم .
والمؤمن القوي بإيمانه بالله وتوكله حق التوكل عليه وحده، لا تهوله كثرة الأعداء، ولا ينخلع قلبه لمرأى الجموع الزاحفة، فهو يلجأ لله القوي العزيز وليه وناصره، ويندفع للجهاد طالبا إحدى الحسنيين: الظفر والنصر، أو الاستشهاد في سبيل الله والحق، وحينئذ يكون بفضل الله ومشيئته من الذين قال فيهم:
يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين * الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم * الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم .
3
وبهؤلاء المؤمنين الأقوياء بالله والذين صدقوه ما وعدوه، انتصر الإسلام، وغلبت القلة المؤمنة الكثرة المشركة بفضل الله، وانتشر الإسلام شرقا وغربا حتى ملأ الأرض، ودالت دولتا الأكاسرة والقياصرة، والله دائما مع المؤمنين.
المدافع عن الدين والوطن
Неизвестная страница