فرسم السلطان بإبطال تلك الحانة.
ويذكرون أن الشيخ قال لمن سأله عن الحال حتى فعل ما فعل من مجابهة السلطان، فقال: «يا بني، رأيته في تلك العظمة، فأردت أن أهينه؛ لئلا تكبر عليه نفسه فتؤذيه.» فقيل له: «أما خفته؟» فقال: «يا بني، إني استحضرت هيبة الله تعالى فصار السلطان أمامي كالقط.»
ولا عجب أن يكون هذا من الشيخ ابن عبد السلام، فقد كان كما يذكر ابن العماد الحنبلي زاهدا ورعا، مع قيامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومع الصلابة في الدين.
19 (ب)
ويذكر المقريزي في حوادث سنة 664 أن السلطان الملك الظاهر بيبرس اشتد إنكاره للمنكر، وأراق الخمور، وعفى آثار المنكرات، ومنع الخانات والخواطئ بجميع أقطار مملكته بمصر والشام، فطهرت البقاع من ذلك.
20
ويقول المؤرخ نفسه في حوادث 667: «وكتب السلطان (هو الظاهر بيبرس) بإزالة الخمور وإبطال المفاسد والخواطئ من القاهرة ومصر وجميع أعمال مصر، فطهرت البلاد كلها من المنكر ، ونهبت الخانات التي جرت عادة أهل الفساد بالإقامة بها ، وسلبت جميع أموال المفسدات وحبسن حتى يتزوجن، ونفي كثير من المفسدين، وكتب السلطان إلى جميع البلاد بمثل ذلك.»
21
وتكرر مثل ذلك من الظاهر بيبرس طول حياته (توفي سنة 676)، كما يذكر المقريزي أيضا في كتابه «السلوك» في مواضع كثيرة منه. (ج)
ويذكر ابن كثير أنه في سنة 701 قتل الفتح أحمد بن الثقفي بمصر بحكم القاضي زين الدين بن مخلوف المالكي؛ وذلك لما ثبت عنده من حطه للشريعة واستهزائه بالآيات القرآنية ومعارضة المشتبهات منها بعضها ببعض، ولأنه كان يحل المحرمات من اللواط والخمر وغير ذلك لمن كان يجتمع لذلك من الفسقة من الترك وغيرهم.
Неизвестная страница