Ибн Таймийя, его жизнь и убеждения
ابن تيمية حياته عقائده
ومع هذا نعود فنقول : ان في تلك الكتب من الاحاديث ما هو بين الضعف، ومنها ما هو موضوع تلوح عليه علامات الوضع، ومنها ما هو باطل مردود بلا ريب، وان الاحتجاج او الاستشهاد بشيء من هذا القبيل ليس له وجه حسن.
ومثال ذلك ما اورده العلامه في استشهاده، نقلا عن تفسير الثعلبى الذى اسنده الى سفيان الثورى في قوله تعالى: ( مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان * فباى آلاء ربكما تكذبان * يخرج منهما اللولو والمرجان )، قال: (البحران: على وفاطمه، والبرزخ: النبى (ص)، واللولو والمرجان: الحسن والحسين).
فمثل هذا التاويل لم يعتمده علماء الشيعه اطلاقا، ولا هو في حديث صحيح ثابت عندهم، وان رواه بعضهم فهو على طريقه بعض اصحاب الحديث الذين يجمعون ما يبلغهم بدون تمييز بين الصحيح والسقيم.
قال الشيخ محمد جواد مغنيه في تفسيره (الكاشف) ما نصه: نسب الى الشيعه الاماميه انهم يعتقدون بان المراد بالبحرين على وفاطمه، وبالبرزخ محمد (ص)، وباللولو والمرجان الحسن والحسين. وانا بوصفى الشيعى الامامى انفى هذه العقيده عن الشيعه الاماميه على وجه الجزم والاطلاق، وانهم يحرمون تفسير كتاب الله تفسيرا باطنيا. واذا وجد فيهم من يقول بذلك فانه لا يعبر الا عن رايه الخاص.
وفى موضع آخر وبعد ان اشار الى ما يذهب اليه بعض المفسرين بلا حجه او دليل بين، قال: اما نحن فنقتصر على ما يدل عليه ظاهر اللفظ، ولا ياباه العقل، غير ملتزمين بقول راو او مفسر الا على هذا الاساس.
وهذا هو قول علماء الاماميه، وهو الثابت عن اهل البيت(ع)، واما مثل هذه الروايات الباطنيه فليس في الصحيح عنهم شيء منها، ومهما وجد القارى من امثالها فليس عليه اكثر من ان يتناول كتب الرجال المعتمده عند الشيعه الاماميه لينظر في حال رواتها، فسوف يرى بكل يسر انها من اخبار الموصوفين بالضعف، او الكذب، او الغلو.
Страница 123