36
واسم هذا الكتاب السندهند، ويترجم إلى العربية من قبل الفلكي الفزاري، ويكون نقطة انطلاق لدراسات العرب الفلكية والحسابية، ويستلهمه الفلكي الكبير محمد بن موسى الخوارزمي بعد زمن؛ أي في عهد المأمون، وذلك في وضع أزياج فلكية ورسائل مزج فيها الطرق الهندية والطرق اليونانية.
ومما روى المسعودي كذلك، أنه في زمنه - أي قبل ظهور ابن سينا - انتشر بين الجمهور كتاب اسمه «ألف ليلة وليلة» ومصدره فارسي، وكان هذا مجموعة أقاصيص غير مطابقة للمجموعة التي لدينا بهذا الاسم.
37
أجل، عرف العرب الفلسفة المزدكية ، بيد أنهم عرفوا - أو فهموا - قليلا جدا من المناهج الهندية، وإذا عدوت التصوف لم تجد نفوذ هذه المناهج محسوسا فيهم.
والمأمون هو الخليفة الذي أتم ما بدأ به المنصور من عمل علمي، وقد كان هذا الأمير كثير الذكاء، كريما، محبا للاطلاع، فحث الناس بقوة على الدراسات، وقد أنشأ - حوالي سنة 217 - مكتبا رسميا للترجمة في «دار الحكمة»،
38
وجعل على رأس هذا المكتب عالما مفضالا، اسمه حنين بن إسحاق، فشغل حنين هذا المنصب في عهد خلفاء المأمون: المعتصم، والواثق، والمتوكل، وولد حنين بن إسحاق في سنة 194 بالحيرة،
39
حيث كان أبوه يمارس مهنة الصيدلة، وكان ينتسب إلى إحدى الأسر العبادية أو النسطورية في هذه المدينة. وقد قصد بغداد، وتلقى دروسه فيها من طبيب معروف.
Неизвестная страница