علي من التغرير بعد التجارب
إلخ إلخ.
وهي طويلة وفيما مر كفاية تنبئ عنه وتدل عليه، ولو مددت أطناب الاختيار لتتبع هذا النحو من شعره لخرجت عن غرض الكتاب.
وفي الجزء الأول من العمدة أنه: «كان كثير الطيرة ربما أقام المدة الطويلة لا يتصرف تطيرا بسوء ما يراه ويسمعه، حتى إن بعض إخوانه من الأمراء افتقده، فأعلم بحاله في الطيرة، فبعث إليه خادما اسمه إقبال ليتفاءل به، فلما أخذ أهبته للركوب قال للخادم: انصرف إلى مولاك! فأنت ناقص، ومعكوس اسمك لابقا ... وابن الرومي القائل: الفأل لسان الزمان، والطيرة عنوان الحدثان، وله فيه احتجاجات وشعر كثير.»
وقال علي بن عبد الرحمن العباسي - صاحب معاهد التنصيص، المتوفى سنة ثلاث وستين وتسعمائة: «كان كثير التطير جدا، وله فيه أخبار غريبة، وكان أصحابه يعبثون به فيرسلون إليه من يتطير من اسمه، فلا يخرج من بيته أصلا، ويمتنع من التصرف سائر يومه، فأرسل إليه بعض أصحابه يوما بغلام حسن الصورة اسمه حسن، فطرق الباب عليه فقال: من؟ قال: حسن، فتفاءل به وخرج، وإذا على باب داره حانوت خياط قد صلب عليها درفتين كهيئة اللام ألف، ورأى تحتها نوى تمر، فتطير وقال: هذا يشير بأن لا تمر، ورجع ولم يذهب معه. وكان الأخفش علي بن سليمان قد تولع به فكان يقرع عليه الباب إذا أصبح، فإذا قال: من القارع؟ قال: مرة بن حنظلة! ونحو ذلك من الأسماء التي يتطير بذكرها، فيحبس نفسه في بيته ولا يخرج يومه أجمع، وكتب إليه ينهاه ويتوعده بالهجاء.»
وجاء في هذا الكتاب قبل ذلك: ... حكى ابن درستويه أن لائما لامه فقال له: لم لا تشبه كتشبيهات ابن المعتز وأنت أشعر منه؟ فقال: ألا تنشدني شيئا من قوله الذي استعجزتني عن مثله؟ فأنشده قوله في الهلال:
انظر إليه كزورق من فضة
قد أثقلته حمولة من عنبر
فقال له: زدني. فأنشده قوله في الآذريون الأصفر، وهو زهر أصفر في وسطه خمل أسود، وليس بطيب الرائحة، والفرس تعظمه بالنظر إليه وفرشه في المنزل :
كأن آذريونها
Неизвестная страница