كما قال ﵎: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (^١).
وقد بيّن ابن رجب رحمه الله تعالى هذا المعنى في مواضع مختلفة من مؤلفاته من ذلك قوله رحمه الله تعالى: "واعلم أن التسبيح والتحميد فيه إثبات صفات الكمال، ونفي النقائص والعيوب" (^٢).
وقال رحمه الله تعالى أيضًا في شرحه لحديث اختصام الملأ الأعلى (^٣): " ... وأما وصف النبي ﷺ لربه ﷿ بما وصفه به فكل ما وصف النبي ﷺ ربه ﷿ به فهو حق وصدق، ويجب الإيمان والتصديق به، كما وصف الله ﷿ به نفسه مع نفي التمثيل عنه ... " (^٤).
وقال رحمه الله تعالى أيضًا في تفسيره لسورة الإخلاص: ... وحقيقة الكفؤ هو المساوي والمقاوم، فلا كفوء له تعالى في ذاته، ولا
(^١) سورة الشورى آية (١١).
(^٢) تفسير سورة النصر (ص ٤٧).
(^٣) حديث طويل أخرجه أحمد (١/ ٣٦٨، ٥/ ٢٤٣) والترمذي (٣٢٣٥) من حديث معاذ بن جبل وحديث عبد الله بن عباس أوله: "احتبس عنا رسول الله ﷺ ذات غداة في صلاة الصبح" وفيه يقول الرسول ﷺ: "فإذا أنا بربي ﷿ في أحسن صورة، فقال: يا محمد، فيمَ يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب قال: يا محمد، فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب، فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله في صدري، وتجلى لي كل شيء وعرفت".
قال الترمذي عقب حديث معاذ: هذا حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فقال: حسن صحيح. وقد أفرده ابن رجب رحمه الله تعالى بشرح مستقل في كتاب اسمه "اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى".
(^٤) اختيار الأولى شرح حديث اختصام الملأ الأعلى (ص ١١).