الحمد والشكر إليهم، وإن كان من أعظم نعمه عليهم، وهذا كما أنه أعطاهم ما أعطاهم من الأموال، واستقرض منهم بعضه، ومدحهم بإعطائه، والكل ملكه، ومن فضله ولكن كرمه اقتضى ذلك (^١).
٣ - دلالة خلق السموات والأرض:
قال ابن رجب رحمه الله تعالى: وإنما يعبد الله سبحانه بعد العلم به ومعرفته، ولذلك خلق السموات والأرض، وما فيها للاستدلال بهما على توحيده وعظمته كما قال تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (١٢)﴾ (^٢) (^٣).
وقال رحمه الله تعالى أيضًا: ... وأخبر ﷾ أنه إنما خلق السموات والأرض، ونزل الأمر لنعلم بذلك قدرته وعلمه فيكون دليلا على معرفته، ومعرفة صفاته كما قال تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (١٢)﴾ (٢) (^٤).
فخلق السموات والأرض من أعظم الآيات الواضحة الدالة على ربوبية الله ﵎، لأن السموات جعلها الله سقفًا محفوظًا تتألف من سبع سموات، وفيها من مخلوقات الله العجيبة ما لا يعلمه إلا الله، فهي تسير بنظام دقيق بلا اختلاف، ولا خلل لأن الله ﵎ هو الذي يسيرها بقدرته وحكمته كما قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا
(^١) جامع العلوم والحكم (٢/ ٢٣٥، ٢٣٦).
(^٢) سورة الطلاق آية (١٢).
(^٣) استنشاق نسيم الأنس (ص ٤٥).
(^٤) شرح حديث أبي الدرداء (ص ١١١).