مشاعلَ نورٍ، وعلماءَ صدقٍ، وذاع صِيتهُم، وارتفع شأنهم، وبقيت آثارهم بيننا خير دليل على مكانتهم العلمية، وجِدِّهم واجتهادهم، وذلك مثلمًا بقيت بيننا آثار شيخهم وأستاذهم ابن القَيِّم ﵀.
ويشير الحافظ ابن رجب ﵀ إلى أخذ الكثيرين من الفضلاء العلم عن ابن القَيِّم، وتتلمذهم على يديه، وانتفاعهم به فيقول: "وأخذ عنه العلم خلق كثير من حياة شيخه، وإلى أن مات، وانتفعوا به، وكان الفضلاءُ يعظمونه ويتتلمذون له ... "١.
ولم تُحَدِّثْنَا مصادر ترجمة ابن القَيِّم ﵀ عن أحد من هؤلاء التلاميذ، إلا ما جاء من ذلك عرضًا، ولكن أمكن الوقوف على أبرز هؤلاء التلاميذ وأشهرهم، وذلك من خلال تتبع كتب التراجم والتواريخ المتعلقة بتلك الفترة، وأشهر هؤلاء:
١- ولده: إبراهيم بن محمد ... برهان الدين، وقد تَقَدَّمَت ترجمته وذكر أخباره٢، ومضى هناك قول الذهبي ﵀: "قرأ الفقه والنحو على أبيه، وسمع وقرأ وتَنَبَّهَ، وسَمَّعَه أبوه من الحجَّار"٣.
ويتضح لنا مدى تأثر الولد التلميذ بأبيه الشيخ والأستاذ، وذلك من قول الحافظ ابن كثير ﵀: "كان بارعًا فاضلًا في النحو، والفقه، وفنون أُخَر، على طريقة والده رحمهما الله"٤.
١ ذيل طبقات الحنابلة: (٢/٤٤٩) .
٢ انظر: (ص ٩٥) .
٣ المعجم المختص: (ص٦٦ - ٦٧) .
٤ البداية والنهاية: (١٤/٣٢٩) .