Ибн Муккаффак: Вожди литературы (часть вторая)
ابن المقفع: أئمة الأدب (الجزء الثاني)
Жанры
على تلك الأصول تعتمد حكمته، وعنها تتفرع آراؤه في الدين والحكومة والأخلاق وحياة الفرد والجماعة، أما الدين فإنه يعظم من شأنه كثيرا ويعتده أعظم نعمة أنعم الله بها على عباده ويرى الوقوف عند حدوده، وأما الحكومة فيجب أن تقوم على العدل، فتجزي المحسن بإحسانه وتجازي المسيء بإساءته، ولا فضل لأحد على أحد عندها إلا بالطاعة والإخلاص، وأما رأس الحكومة فمقدس وواجب الإطاعة والمداراة، ولا تصلح الناس إلا به إذا كان عادلا، وما أجل خطر الملك عند ابن المقفع في أمور الدين والدنيا! فبصلاحه صلاح الرعية وبفساده فسادها، وحقه على الناس أعظم من حق الناس عليه ، وذلك رأي فارسي؛ لأن الفرس كانوا يعتقدون أن الأكاسرة يستمدون سلطتهم من الله، وقد شغل السلطان جزءا كبيرا من حكمة ابن المقفع، فمن ذلك قوله: «الناس على دين السلطان إلا القليل، فليكن للبر والمروءة عنده نفاق، فسيكسد بذلك الفجور والدناءة في آفاق الأرض.»
وقوله: «لا تكونن صحبتك للسلطان إلا بعد رياضة منك لنفسك على طاعتهم في المكروه عندك وموافقتهم فيما خالفك، وتقدير الأمور على أهوائهم دون هواك، فإن كنت حافظا إذا ولوك حذرا إذا قربوك أمينا إذا ائتمنوك، تعلمهم وكأنك تتعلم منهم، وتؤدبهم وكأنك تتأدب بهم، وتشكر لهم ولا تكلفهم الشكر، ذليلا إذا صرموك، راضيا إن أسخطوك، وإلا فالبعد منهم كل البعد والحذر منهم كل الحذر، وإن وجدت عن السلطان وصحبته غنى فاستغن به، فإنه من يخدم السلطان بحقه يحل بينه وبين لذة الدنيا وعمل الآخرة، ومن يخدمه بغير حقه يحتمل الفضيحة في الدنيا والوزر في الآخرة.»
وقوله وهو غاية في طاعة السلطان ومداراته: «جانب المسخوط عليه والظنين عند السلطان، ولا يجمعنك وإياه مجلس ولا منزل، ولا تظهرن له عذرا، ولا تثن عليه عند أحد.»
وابن المقفع يحب الشجاعة والكرم، ويكره الجبن والحرص، قال: «الجبن مقتلة والحرص محرمة، فانظر فيما رأيت وسمعت، من قتل في الحرب مقبلا أكثر أم من قتل مدبرا؟ وانظر من يطلب إليك بالإجمال والتكرم أحق أن تسخو نفسك له بالعطية أم من يطلب إليك بالشره والحرص؟»
وهو يبغض الحسد، ويراه من أكبر النقم على صاحبه، حتى يرثي لمن ابتلي به، قال: «أقل ما لتارك الحسد في تركه أن يصرف عن نفسه عذابا ليس بمدرك به حظا ولا غائظ به عدوا، فإنا لم نر ظالما أشبه بمظلوم من الحاسد، طول أسف ومحالفة كآبة وشدة تحرق، ولا يبرح زاريا على نعمة الله، ولا يجد لها مزالا، ويكدر على نفسه ما به من النعمة فلا يجد لها طعما، ولا يزال ساخطا على من لا يترضاه، ومتسخطا لما لن ينال فوقه، فهو منغص المعيشة دائم السخط محروم الطلبة، لا بما قسم له يقنع ولا على ما لم يقسم له يغلب، والمحسود يتقلب في فضل الله مباشرا للسرور منتفعا به ممهلا فيه إلى مدة، ولا يقدر الناس لها على قطع وانتقاص.»
وكذلك فإنه ينهى عن الكذب ولو بالهزل، قال: «لا تهاونن بإرسال الكذبة في الهزل، فإنها تسرع في إبطال الحق.»
والبخل عنده من أسوأ الأخلاق، قال: «الحرص والحسد بكرا الذنوب وأصل المهالك، أما الحسد فأهلك إبليس، وأما الحرص فأخرج آدم من الجنة.»
وحب المدح والتقريظ معدود عنده من ضعف الرجل، قال: «إياك إذا كنت واليا أن يكون من شأنك حب المدح والتزكية، وأن يعرف الناس ذلك منك فتكون ثلمة من الثلم يقتحمون عليك منها وبابا يفتتحونك منه وغيبة يغتابونك بها ويضحكون منك لها، واعلم أن قابل المدح كمادح نفسه، والمرء جدير أن يكون حبه المدح هو الذي يحمله على رده، فإن الراد له ممدوح والقابل له معيب.»
والثناء والإكرام لسلطان أو مال جديران بالرد والامتهان، قال: «إذا أكرمك الناس لمال أو سلطان فلا يعجبنك ذلك، فإن زوال الكرامة بزوالهما، ولكن ليعجبك إن أكرموك لدين أو أدب.»
وهو ينفر من الدين ويراه عنوان الذل، قال: «الدين رق، فانظر عند من تضع نفسك.»
Неизвестная страница