Сын человеческий: жизнь пророка
ابن الإنسان: حياة نبي
Жанры
سمعان : «أظن الذي سامحه بالأكثر.»
يسوع : «بالصواب حكمت.»
ثم التفت يسوع إلى تلك التي هي عند رجليه، وقال لسمعان: «أتنظر هذه المرأة؟ إني دخلت بيتك وماء لأجل رجلي لم تعط، وأما هي فقد غسلت رجلي بالدموع، ومسحتهما بشعر رأسها، قبلة لم تقبلني، وأما هي فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلي، بزيت لم تدهن رأسي، وأما هي فقد دهنت بالطيب رجلي؛ من أجل ذلك أقول لك: قد غفرت خطاياها الكثيرة؛ لأنها أحبت كثيرا، والذي يغفر له قليل يحب قليلا.»
دهش الجالسون حول المائدة حين سمعوا ذلك الكلام الإلحادي، فلم يستطيعوا قولا؛ لما استحوذ عليهم من شديد نفور. وكان من الصمت الذي استولى على القاعة ما يخيل به أنه لم يكن فيها سوى يسوع والبغي، فاتحدا حينا من الزمن باللمس واللثم والشعر والدمع وكلام الحب، وهي المرأة التي كانت تبيع نفسها من كل طارق، وهو الرجل الذي لم يعرف امرأة، وكان من القول أن دوى في بيت تاجر واقع على شاطئ بحيرة مجهولة بعيدة من ضوضاء العالم، كلام جديد لا تزال القرون تردده ...
أعان يسوع تلك المرأة على النهوض، فقال لها برفق: «مغفورة لك خطاياك، إيمانك قد خلصك، اذهبي بسلام.»
ذهبت لتعود فتتبعه، فجاءت من المجدل مفعمة بجديد الآمال، أفلم تبك أمام هذا الغريب؟ ومن ذا الذي كلمها مثله بلطف من غير أن يرغب في التمتع بجمالها؟ هي قد زلت فأقال عثرتها، وهي قد كانت مضطربة فألقى السكينة إلى قلبها، فكان لها الطبيب المداوي، وهي إذ اتبعته فرافقته سنة قد اكتشفت من خلال لحمة نفسه زهده الذي لم يقدر على اكتناهه أحد، وهي قد أدركت حقيقة أمره أكثر مما أدركه تلاميذه؛ لما كان من ظهورها فريسة الشهوات قبل أن تعرفه.
من أجل ذلك ظلت المجدلية واقفة تحت الصليب حينما فر جميع تلاميذه، فكانت وحدها سبب خلوده بتخيلها أمر بعثه. •••
كان يوحنا في السجن، وكل ما يستطيع أن يراه من نافذة السجن ذات القضبان، فيأتيه من خلالها الهواء والطعام، هو قسم من جدار القلعة الخارجي المصنوع من ضخم الحجارة البركانية السود، وزاوية من الصخر الكلسي الذي تستند إليه تلك القلعة، ويمر بين حين وآخر من المضيق إلى السجن بخار ودخان فيزيد رطوبة، وليس الجنود الموآبيون والأدوميون - الذين يسيرون ذهابا وإيابا أمام حجرته فينظرون إليه فيتوجعون له تارة، ويضحكون منه تارة أخرى - إلا غرباء عنه، فلا يفهم ما يقولون.
وفيم يفكر صامتا؟ تتوارد على ذهنه صور ما رآه أيام الأردن، ثم يوغل في التفكير فتتمثل له أيام البادية، ثم أيام صباه في المدينة الكبرى، ثم يقرأ للمرة المائة سفري النبيين دانيال وإشعياء اللذين أنارا له السبيل، فيجد في كفاحهما أسوة تلقي السكينة إلى قلبه، ألا يزال يؤمن بحريته وبنصره؟ أم يكون له مثل نصيب موسى الذي ألقي من مكان قريب في جبل نبو آخر نظرة إلى أرض الميعاد؟ ألم يغل فؤاد موسى حقدا على قومه الجاحدين؟ أيعتقد يوحنا ثبات أولئك؟ مرت عليه أسابيع وأسابيع وهو يعد الأيام منتظرا عودة أخلص تلاميذه الذين أرسلهم ليتنطسوا
13
Неизвестная страница