Сын человеческий: жизнь пророка
ابن الإنسان: حياة نبي
Жанры
وفي البيت كانت حماة سمعان مضطجعة محمومة، ويسوع إذ أقام دليلا قويا على استعداده لشفاء المرضى جيء به إليها، فحدقت إليه العيون، فعلم ما ينتظر منه، أفيأتي بالعجائب؟ هذا ما كان راغبا عنه، وقد دخل الناس البيت فازدحموا خلفه منتظرين ما يصنع؛ أفلم يأت موسى وغيره من الأنبياء بالمعجزات لكي يؤمن الناس برسالاتهم؟ كانت تلك الحماة العجوز قد آمنت بيسوع، وكانت قد سمعت عن شفاء ذلك الممسوس في المعبد على يد يسوع، فصارت تنظر إلى هذا الغريب الذي هو مصدر الحلم والصلاح مطمئنة ضارعة إليه أن يشفيها، فلم يخيب رجاءها؛ فمن إيمانيهما المزدوج انبثقت القوة التي تشفي، فأمسكها بيده ونظر إليها، فحملها على تسليم أمرها إلى سلطانه، فقهر مرضها فنهضت.
نظر الحاضرون إلى يسوع نظر شكر واحترام، وأما يسوع فذعر واغتم خشية أن يرى الناس في تلك الأعمال معنى السحر، وأخذ المرضى يتقاطرون إلى باب سمعان منذ الغد، ومن المرضى من نقلوا إليه على فرشهم، ومنهم الكمه والبرص والمفاليج ، فانتظر هؤلاء جميعهم أن يبرئهم ، ولم يأل يسوع جهدا في ذلك، فشفى بعضهم لطويل زمن، وشفى بعضا آخر لوقت قصير، ومسح بعضهم بالزيت، ومسح بعضا آخر بالطين؛ ولكنه لم يبرئ أي واحد من هؤلاء بغير الإيمان، وحمله على الإيمان. ويسوع مع مقته لهذا العمل كان يرحم المصاب فيطبه، فإذا ما شفي طلب منه ألا يبوح لأحد بما تم؛ ولكن خبر الشفاء ما كان ليكتم، بل كان يذاع مع مبالغة، فهرب يسوع وقت الفجر إلى كفر ناحوم جمعا لقواه.
ويتبعه العامة والصيادون والفلاحون ليستمعوا إلى مثل قوله في ذلك الكنيس، ويتبعه النساء وعلى رأسهن أم يعقوب ويوحنا. ولسرعان ما تعود القوم أن يروه بينهم حينما يجلسون على شاطئ البحيرة ليرقعوا شباكهم، أو ليزفتوا قواربهم، أو ليشذبوا مقاذيفهم، فيشعر يسوع بغبطة وسرور عندما يحيط به هؤلاء الناس فيرفعون عيونهم من أعمالهم؛ لينظروا إليه جالسا بين الصدف، أو تحت ظلال الأثل،
6
أو بين حفيف القصب وصوت الأمواج، أو بين الأميين والمؤمنين والطيبين، فتجري أفكاره إذ ذاك في مجرى الرموز ما كان عليه أن يشير بإصبعه إلى السماء وقتما يتكلم في تلك الأمكنة عن ملكوت الرب.
وما أصغر ذلك العالم الواسع! فعلى مسافة كل ميل تقوم قرية، ويكفي سير ساعة للوصول إلى الشاطئ المقابل، ويحتاج يسوع مع ذلك إلى عدة أسابيع، وإلى قسم من الصيف قبل أن يزور جميع مدن بحر الجليل وقراه، وما كان يسوع لينتظر مجيء الناس إليه؛ خلافا ليوحنا المعمدان، بل كان يأتي إليهم بعد أن يكون تلاميذه المرافقون له قد مهدوا له السبيل بين قرية وقرية، فيسبقه صيته إليها.
وليس بمستبعد أن يجد سيد سائح كيسوع في زمن الانتظار ذلك، تلاميذ بين شعب الرب يتبعونه ويساعدونه، وما هو الخسر الذي يصيب أبناء أولئك الصيادين إذا ما غادروا بلدهم؟ فأولئك إذ كانوا قوما أميين فلا يكادون يفرقون بين ملكوت السماء واستقلال بني إسرائيل في الأرض، وهم إذ كانوا مفعمين بالأخيلة والآمال كان من السهل عليهم أن يتبعوا رجلا قادرا على الإتيان بمثل تلك البشارات، وعلى إيقاظ مبادئ أروع من التي عرفوها فيما مضى. وهذا إلى أن يسوع أنيس مولع بالجلوس حول المائدة غير محرم للخمر ولا لمعاشرة النساء؛ فالفتوة وروح المخاطرة، وحسن البشائر، والشخصية المحبوبة، والتفاؤل، ورجاء ثواب الآخرة أمور كلها كانت تحفز الشباب إلى اتباع يسوع النبي الجديد في رحلاته.
والقوم ينسلون
7
من كل صوب وحدب لمشاهدة ذلك الراقي
Неизвестная страница