Сын человеческий: жизнь пророка
ابن الإنسان: حياة نبي
Жанры
ولم يسد السكون إلا حينما دنا يسوع منهم فعرفوه؛ فقد شعروا بأنه أخذ يراقبهم غير عاطف، فليست أوضاعه بالتي تلائم الأعراس، فكان لهم بها ما يكدر صفوهم، وسأله بعضهم ضاحكا على ما يحتمل عن عودته من الأردن، وعن رأيه في العماد، ووكز آخر ثالثا بكوعه مشيرا إلى ترصد يسوع الطارئ للمائدة، وقال له رابع: إن الخمر نفدت، فهل لديه وسيلة للحصول عليها؟ بيد أن يسوع ظل واقفا صامتا مراقبا.
ثم التفتت إليه أمه الجالسة حول المائدة قاصدة إنقاذه من خياله، فقالت له برفق: «ليس لهم خمر.»
ويسوع إذ سمع صوت أمه وفهم معناه امتعض، فلم ينشب أن شعر بانفصاله عن كل ما يحيط به، وقد أقصته الرؤى والنداءات عن عوامل الفرح والسرور فتنكر، فألقى على أمه التي وضعته نظرة فاترة وقال لها: «ما لي ولك يا امرأة؟»
ذعر الضيوف النشاوى وامتقعت أمه، فصحا الجميع فطفقوا يحدقون إلى النجار الناصري يسوع الذي ما انفكوا يعدونه ابنا طيبا وصاحبا كريما مع غرابته، فما دهاه؟ أجن؟ وإلا فما الذي ينظر إليه شاخص البصر؟
بنت يايرس.
وأما يسوع فيظهر أن روحه تقوت، فكانت تلك هي المرة الأولى التي يشعر فيها بقدرة على التأثير في الآخرين وتوجيههم وقيادتهم، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يشعر فيها بأنه نبي، والآيات منقادة ليسوع، وفقدان الخمر هو الآية الملحة، أفيعجز يسوع عن تحويل الماء إلى خمر وقد اختير ليخلف يوحنا المعمدان؟ فإذا كان عاطلا من مثل هذه القدرة، فكيف يستطيع أن يهدي الشعب؟ أحس يسوع حلول الوقت الذي يجرب فيه قدرته التي لا يعلمها أحد، وقد أفزع الضيوف حينما كلم أمه منذ هنيهة!
أمر يسوع الخدم بأن يأتوه بالأجران الستة الموضوعة هنا، وبأن يملئوها ماء، وبأن يأخذوا نموذجا منها إلى الطاهي الذي لا علم له بما حدث، ويصنع يسوع ذلك والحضور ينظرون إليه وإلى الذي دخل من الباب حائرا قائلا للعريس: «كل إنسان يضع الخمر الجيدة أولا، فمتى سكروا وضع الدون، وأما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن!»
هنالك حدقوا مرة ثانية إلى يسوع الذي اتفق له من القدرة ما استطاع به أن يلقن الطاهي من خلال الجدار ما أراده له من الإيمان فقالوا: يا له من ساحر!
ثم كانت عربدة؛ فقد دارت الخمر في رءوس الحضور، ولم يسلم منها سوى واحد، فصار ينظر إليهم مدققا متسامحا ما كان صفيا، فذلك أمر أولئك القوم الذين أرسل إليهم هاديا، فهل يتبعونه ولم يأتهم بغير الفكر؟ استوعبت يسوع تأملاته فترك العرس.
تلك هي الآية الأولى التي أتى بها ذلك النبي الناصري.
Неизвестная страница