Сын человеческий: жизнь пророка
ابن الإنسان: حياة نبي
Жанры
قلوبهم انتظارا، وفيم كان يفكر أولئك الأتقياء في صلواتهم مساء؟ وصحف أي نبي كانوا يقرءون على نور الشموع قبل أن يخالط الكرى أجفانهم؟ أحلام دانيال! أربعة حيوانات عظيمة شرسة تعاقبت، وهي الممالك العالمية: بابل والإسكندرية وآشور، التي اضطهدت شعب الله فانهارت، و«الحيوان الرابع الذي كان مخالفا لكلها، وهائلا جدا، وأسنانه من حديد، وأظفاره من نحاس، وقد أكل وسحق وداس الباقي برجليه.» هو رومة التي أخبر عنها النبي العظيم دانيال؛ صاحب المنقذ يهوذا المكابي، والتي ستسقط كما سقطت أخواتها الثلاث، «والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء تعطى لشعب قديسي العلي، ملكوته ملكوت أبدي، وجميع السلاطين إياه يعبدون ويطيعون ... كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه أمامه، فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة، سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول، وملكوته ما لا ينقرض.»
ابن إنسان! لم ينطق قدماء الأنبياء بهذه الكلمة، وإن دل كلامهم عليها؛ فقد عرفوا ذلك جميعهم منذ سقوط مملكة داود التي كانت تمتد من لبنان إلى البحر الأحمر؛ فمن آل داود سيخرج ملك إسرائيل القوي الجديد «فيغرس الرب غصنا من الأرز المكسور في صهيون »، وهل يأتي المنقذ بالسلم أم بالحرب؟ أخبر بعض الأنبياء فرحين أن الرب سينصر في البداءة شعبه في قتال يقع في صهيون فيقيم له المملكة التي وعد بها، «وسيكون في الأيام الأخيرة يقول الله: إني أفيض من روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويرى شبانكم رؤى، ويحلم شيوخكم أحلاما ... ويكون في ذلك اليوم أن الجبال تقطر عصيرا، والتلال تفيض لبنا، وجميع ينابيع يهوذا تفيض ماء، ومن بيت الرب يخرج ينبوع.»
بيد أن زكريا لم ينبئ بغير ظهور ملك للسلام، فجاء في سفره: «ابتهجي جدا يا ابنة صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم، هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور وديع، وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان، وأقطع المركبة من أفرايم، والفرس من أورشليم، وتقطع قوس الحرب، ويتكلم بالسلام للأمم، وسلطانه من البحر إلى البحر، ومن النهر إلى أقاصي الأرض.»
ومثل ذلك نبوءة هركانوس الذي رأى في المنام، منذ قرن، ثورا أبيض ذا قرون ذهبية قد دخل الهيكل أبا كبيرا، وجاء في نشيد وضع في زمن الملك هيرودس: «انظر يا رب، وأيقظ ملكهم، ابن لداود وعبد لك، سيظهر ليحكم إسرائيل في الزمن الذي عينت.»
ومن يكون المخلص؟ وهل ولدته أمه؟ وهل يعيش في فلسطين؟ وهل يحمل بعض الطامعين لقب ذلك المنقذ المنتظر كما فعلوا بعد موت هيرودس؟ هذا ما كان يسأله الفريسي المدقق عند صلاة كل مساء، وبين الشعب أفاقون خادعون يحاولون إغواءه بكتبهم السحرية، وبشفائهم المرضى، وفي بلاد الجليل مردة لا يتورعون عن ارتداء أي رداء وصولا إلى السلطان، وعلى ضفاف الأردن يمارس الآزيون عماد الصباح، فيبكون في مياهه مبشرين بدنو سيادة الروح، فويل لبني إسرائيل إذا ما انتحل أحد أولئك العصاة أو المتهوسين قول النبي، فبدا رسولا لنسخ كلام الرب، وويل لمثل هذا الدجال! لم يولد ملك اليهود بعد إذن!
وهكذا كان المؤمنون يترجحون بين الشك والرجاء، ولم يشذ عن ذلك الحجاج الآتون من رومة والإسكندرية بعد أن قرءوا في قصائد شاعري أغسطس: فيرجيل وهوراس، خبر اقتراب العصر الذهبي الذي يسود السلام فيه العالم ، وليس قليلا عدد الذين رأوا الحظ حليفا لسيدة العالم رومة مع اعتقادهم صحة نبوءة دانيال وصدق وعده. وفي السحب رأى فيلو «الوجه الرباني يقود اليهود إلى بقعة واحدة من الأرض، فيشفع لهم عند الأب فيعفو عنهم، فيعاد بناء المدن الخربة، وتصبح البراري عامرة، والأراضي الجديبة خصيبة.»
يسوع والمرضى.
يطول الليل تحت أروقة الهيكل، ويتجاذب الكهنة يقظة وكرى، وينسون جنود رومة، ويغفلون عن سوء ما هم فيه ما اقترب عيد الفصح، وتدور في رءوسهم أغنية المنقذ المنتظر.
وتحلم أورشليم النائمة بالمسيح.
الفصل الأول
Неизвестная страница