169

Ибн Ханбаль: его жизнь и эпоха – его мнения и юриспруденция

ابن حنبل حياته وعصره – آراؤه وفقهه

نقل الفقه الحنبلي

٥٢- ذكرنا أن أحمد لم يصنف كتاباً في الفقه يعد أصلاً يؤخذ منه مذهبه، ويعد مرجعه، ولم يكتب إلا الحديث، وقد ذكر العلماء أن له بعض كتابات في موضوعات فقهية، منها المناسك الكبير، والمناسك الصغير، ورسالة صغيرة في الصلاة، كتبها إلى إمام صلى هو وراءه، فأساء في صلاته، وقد طبعت ونشرت.

وهذه الكتابة هي أبواب قد توافر فيها الأثر، وليس فيها رأي أو قياس، أو استنباط فقهي، بل اتباع لعمل، وفهم لنصوص، فرسالته في الصلاة، والمناسك الكبير، والصغير، هي كتب حديث، وإن كانت في موضوعات مما تناولها الفقه بالبسط والشرح، والتوضيح، ولكنها كأكثر العبادات إعمال نصوص صريحة، أو اتباع عمل مروي.

وكتبه التي كتبها، وكلها في الحديث في الجملة هي المسند، والتاريخ، والناسخ والمنسوخ، والمقدم والمؤخر في كتاب الله تعالى، وفضائل الصحابة، والمناسك الكبير والصغير، وكتاب الزهد.

وله رسائل يبين مذهبه في القرآن، والرد على الجهمية، والرد على الزنادقة، وقد أشرنا إليها، ونقلنا من بعضها عند الكلام في حياته، وآرائه في العقيدة. وما كان يثار في عصره.

٥٣- وإذا كان أحمد لم يدون في الفقه كتاباً، ولم ينشر آراءه، ولم يملها على تلاميذه، كما كان يفعل أبو حنيفة، فإن الاعتماد في نقل فقهه على عمل تلاميذه فقط، وهنا نجد كما نوهنا الغبار يثار حول ذلك النقل من نواح عدة:

أولاها: أن أحمد كان طول حياته يكره أن تنقل عنه الفتاوى أو تدون، أو تنشر باسمه كما أشرنا من قبل، ويروى في هذا أن أحمد بن الحسين بن حسان قال: ((قال رجل لأبي عبد الله أريد أن أكتب هذه المسائل، فإني أخاف النسيان، فقال أحمد بن حنبل لا تكتب، فإني أكره أن أكتب رأيي، وأحس مرة بأن أحداً يكتب، ومعه ألواح فى

168