ركائبه فالحب ديني وإيماني
قد اتخذه فقهاء المسيحية، بل ورجال الإصلاح فيها لهم شعارا ودثارا.
ولقد ذهب بعض المستشرقين إلى أن أثر ابن عربي في الإصلاح الديني في اللاهوت المسيحي، لا يقل عن أثر مارتن لوثر نفسه، أو على الأقل هو الذي مهد له الطريق، وأنار الجادة بهتافه الحار للحرية الفكرية، والحرية العلمية في تناول المعرفة، وبدعوته إلى الاجتهاد، وفتح بابه للناس كافة، وعدم تقديس الآراء السابقة، بل وعدم التقيد بقيودها؛ ما دامت قد صدرت عن عقول بشرية، لا من حقائق إلهية.
كما كان له أكبر الأثر في الأدباء الربانيين، من أمثال دانتي وغيره، حتى ليقول المستشرق «آسين» الإسباني: «إن أوصاف الجنة والنار، والعروج إلى السماء، والأقباس الروحية، والنشوة القلبية في الأدب الأوروبي الحديث، كلها تستمد أصولها الأولى من ابن عربي وفلسفته الكبرى، التي نشرت أجنحتها الفضية قرونا على الأفق الغربي.»
ذلك بعض ما يقال في أثر محيي الدين في النهضة الأوروبية، وذلك بعض ما يقوله أئمة القلم في أوروبا عن محيي الدين، وعن فلسفته الكبرى التي نشرت أجنحتها الفضية قرونا على الأفق الغربي.
الأفق الغربي، الذي يأتي من ضفافه أحد المعجبين ببروقه اليوم، من المتعالين من رجالنا، فينظر إلى محيي الدين ويبتسم، ويقول: من محيي الدين؟
فيعيد من جديد قصة الناموسة التي تنفخ على الجبال ...
المدرسة الأكبرية
التصوف الإسلامي كأفق عام، وحدة متسقة متحدة الأهداف والغايات، ولكن الطريق إلى الله - كما يقول المتصوفة - على عدد أنفاس الرجال؛ ومن هنا تعددت المدارس الصوفية، واتسمت كل مدرسة بطابع إمامها، وتلونت بمناهجه ومعارفه.
فللمدرسة الغزالية طابعها القلبي المشرق، ودعوتها الحارة إلى مكارم الأخلاق، وفضائل الأعمال.
Неизвестная страница