فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين .
وإنما المسحور كالمخمور مخدوع الحواس:
لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون .
يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى .
ولا يفلح الساحرون .
وقد ورد في القرآن ذكر الجن الذين يعملون للإنسان بإذن الله، ومنهم جنود سليمان:
ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير * يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات .
وفيه ذكر الجن التي تؤمن بالدين وتصدق بالكتب، وذكر الجن التي تسترق السمع من السماء، وذكر الجن التي تقارن الإنس، وذكر الجن والعفريت الذي تطوى له المسافة، وتنقاد له المصاعب، ولكنه لم يذكر لها في مجال التكليف عملا قط يسقط عن الإنسان تبعته، أو يجعل لها سلطانا عليه بغير مشيئته، ولا يستعاذ فيه من شر يأتي به الجن إلا وهو كذلك من الشرور البشرية، أو من الوسواس الخناس:
الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس .
وعلى هذه الصفة تروى تبعات الخطيئة حيث رويت في قصة آدم وما بعدها من قصص الأولين.
Неизвестная страница