165

Husool Al-Ma'mool Bisharh Mukhtasar Al-Fusool Fi Seerat Al-Rasool

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

Издатель

نادي المدينة المنورة الأدبي

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

Жанры

فصل
غزوة بني النَّضِير
قال المصنف: «ونَهَضَ رسُولُ الله ﷺ بنفسهِ الكريمةِ إلى بني النَّضير ليستعينَ على ذَينِك القتيلين لما بينه وبينهم من الحِلْف، فقالوا: نعم. وجلَسَ ﷺ هو وأبو بكرٍ وعمرُ وعليٌّ وطائفةٌ من أصحابه ﵃ تحت جدارٍ لهم، فاجتمعوا فيما بينهم، وقالوا: مَنْ رجلٌ يُلقي بهذه الرحا (^١) على محمدٍ فيقتله؟
فانتدب لذلك عمرو بن جحاشٍ لعنه الله. وأعلمَ اللهُ رسُولَه بما همُّوا به، فنهضَ ﷺ من وقته مِنْ بين أصحابه، فلم يتناه دون المدينة، وجاء من أخبر أنَّه رآه ﷺ داخلًا في حِيطان المدينة.
فقام أبو بكرٍ ومن معه فاتبعوه. فأخبرهم بما أعلَمه الله مِنْ أمر يهود، وندبَ الناسَ إلى قتالهِم، فخرجَ، فحاصرهم ستَّ ليالٍ، فتحصَّنوا في آطامهم. فأمر ﷺ بقطعِ نخيلِهم وإحراقها، فسألوا رسُولَ الله أن يُجليهم ويحقِن دماءَهم على أن لهم ما حملت إبلُهم غيرَ السلاح فأجابهم إلى ذلك.
فتحمَّل أكابرُهم كحُييّ بن أخطَب، وسلَّامِ بن أبي الحُقيق بأهليهم وأموالهم إلى خيبر فدانت لهم، وذهبت طائفةٌ منهم إلى الشام. وفي هذه الغزوة أنزلَ الله سبحانه

(^١) الرحا: حجران مستديران ثقيلان يطحن بهما الحبوب.

1 / 185