============================================================
تى صدر ود بدى ان كده احبد سمهدرت (59) الاصابة في طريق التشبيه والتنيل وقد اطبق العلماء على تعظيم شأن النظم وان لا فضل مع عدمه ولو بلغ الكلام في غرابة معناء الى ما بلغ وان سبب فساده ترك العمل بقرائن النحو واستعمال شيء في غير موضعه ثم الجمل الكبيرة اذا نظمت نظما واحدا فهي على قسمين الاول ان لا يتعلق البعض بالبعض فلا يحتاج واضعه الى فكر وروية في استخراجه بل هو كمن عمد الى اللآلئ ينظمها في سلك ومثاله قول الحاحظ جنبك الله الشبهة وعصمك من الحيرة وجعل بينك وبين المعروف نسبا وبينك وبين الصدق سببا وكقول النابغة للنعمان يفاخرك ابن ابي جفنة والله لقفاك خير من وجهه ولشمالك خير من يمينه ولاخمصك خير من راسه ولخطؤك خير من صوابه ولخدمك خير من قومه * وقال بعض البلغاء في وصف اللسان أداة تظهر حسن البيان وظاهر يخبر عن الضمير وشاهد ينبئك عن غائب وحاكم يفصل به الحطاب وواعظ ينهى عن القبح ومزين يدعو الى الحسن وزارع يحرث المودة وحاصد يحصد الضغينة وهذا النظم لا يستحق الفضل الا بسلامة معناه وسلاسة الفاظه اذ ليس فيه معنى دقيق لا يدرك الا بثاقب الفكر وربما ظن بالكلام انه من هذا الجنس ولا يكون منه كقول الشاعر اسالت عليه شعاب الحي حين دعا * آنصاره بوجوه كالدنانير ال فان الحسن فيه ليس لمجرد الاستعارة بل لما في الكلام من االتقديم والتأخير ال و طهذا لو ازلت ذلك وقلت سالت شعاب الحي بوجوه كالدنانير عليه حين دعا اناصارء فانه يذهب الحسن والحلاوة الثانى ان تكون الجمل المذكورة يتعلق ضا ببعض وهناك تظهر قوة الطبع وجودة القريحة واستقامة الذهن ثم ليس لهذا الباب فانون يحفظ فانما يجئ على وجوه شتى (فمنها) الايجاز وهو التعبير عن الغرض باقل ما يمكن من الحروف وهو على ضربين أحدهما ايجاز قصر وهو تقليل اللفظ وتكثير المعنى كقوله تعالى فاصدع بما تؤمر وكقوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين وكقوله واخرى لم تقدروا وه اد
Страница 59