============================================================
(20) رب حي كميت ليس فيه * امل يرنجي لنفع وضر الوعظام تحت التراب وفوق الارض منها آثار حمد وشكر (الثالث) تشبيه المعقول بالمحسوس كقوله تعالى والذين كفروا اعمالطم كسراب بقيعة وكقوله تعالى والذين كفروا اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف (الرابع) تشبيه المحسوس بالمعقول وهو غير جاتز لان العلوم مستفادة من الحواس ومنتهية اليها ولذلك قيل من فقد حسا فقد علما فاذا كان المحسوس اصلا لمعقول فتشبيهه به يكون جعلا للفرع اصلا والاصل فرعا ولذلك لو حاول محاول المبالغة في وصف الشمس بالظهور والمسك بالثاء فقال الشمس كالحجة في الظهور ال و المسك كالثناء في الطيب كان سخيفا من القول فاما ما جاء فى الاشعار من تشبيه المحسوس بالمعقول فوجهه ان يقدر المعقول محسوسا ويجعل كالاصل المحسوس ل على طريق المبالغة فيصح التشبيه حينئذ وذلك كما قال الشاعر وكان النجوم بين دجاها * سنن لاح ينهن ابتداع فانه لما شاع وصف السنة بالبياض والاشراق على ما قال صلى الله عليه وسلم ايتكم بالحنيفية البيضاء ليلها كنهارها واشتهرت البدعة وكل ما ليس بحق بالظلمة تحيل الشاعر ان السنن كانها من الاجناس التى لها اشراق ونور وان البدع نوع ال من الانواع التى لها اختصاص بالسواد والظلمة فصار ذلك عنده كتشبيه محسوس بمحسوس فجاز له التشبيه وبالجمالة فهذا التشييه لايتم الا بتخيل ما ليس يمتلون ال متلونا ثم تخيل اصلا فيشبه به وهذا هو التأويل فى قول ابى طالب الرقي الاولقد ذكرتك والظلام كأنه * يوم النوى وفؤاد من لم يعشق ال فانه لماكانت الاوقات التى بحدث فيها المكاره توصف بالسواد يقال اسودت الدنيا فى عينه جعل يوم النوى كانه اشهر واعرف بالسواد من الظلام فعرفه به وشبهه ال ثم عطف عليه فؤاد من لا يعشق تظرفا لان الظريف يدعي القساوة على من ال لا يعشق والقلب القاسى يوصف بشدة السواد فصار هذا القلب اصلا عنده ل في السواد فقس عليه وهكذا الكلام في قول الشاعر كان انتضاء البدر من بحت غيمه * مجاة من البأساء بعد وقوع
Страница 20