Хусейн на своем пути

Али бен Хусейн Хашими d. 1396 AH
17

وكان يتفرع من الفرات أربع ترع كبيرة تروي سائر البلاد حتى قال (أمبانوس مرسليانوس) الذي طاف فيها في القرن الخامس : إنها روضة غناء من طرف إلى طرف. ثم دوخ العرب تلك البلاد في القرن السابع فوجدوها لا تزال في أوج مجدها ، ومصروا فيها الكوفة والبصرة وواسط بدل عواصمها القديمة ، وبنوا بغداد (1) فصارت دار الخلافة ، ولا تزال إلى يومنا هذا أكبر مدن العراق. وفاقت بغداد عواصم الدنيا في زمن الرشيد (2) والمأمون (3). ثم انحط العراق رويدا رويدا ، وأجهز عليه المغول في زمن (جنكيز خان)، والتتار في زمن (تيمور لنك)، في القرن الثالث عشر ؛ فخربت كل أعمال الري العظيمة حتى لم يبق منها واحد ، فزال سد نمرود من دجلة ، فهبط ماؤه 25 قدما ، وبطل جريان الماء في ترعتي النهروان ودجيل (4)، وأمست ضفاف دجلة العالية قفارا قاحلة ، سوى التي تزرع على ماء المطر (ديم)، وخربت ضفته اليسرى فما يلي تخوم العجم ، ولم تعد مياهه تنصب في البطائح والمستنقعات ، ولولا الاعتماد على زرع الأرز الذي تصلح له الأرض العامرة لما بقي في البلاد زرع يذكر. ومساحة`أراضي العراق 12 ميلون فدان. وإذا جادت السماء بمطرها زرعت السهول على الجانبين شعيرا ؛ لأنها سهول فيحاء لا تحتاج لنمو الزرع فيه إلا إلى الماء. وزد على ذلك فإن النخل ينمو في كل

Страница 17