نعم ، إن أهل الكوفة عرفوا بالغدر والخيانة ، ومن سبر تاريخهم وقف على غدرهم آنفا بخليفتهم أمير المؤمنين (عليه السلام)، وما ذكر عنهم في مشاهير خطبه ومطولات كتبه ، وهكذا غدروا بأولاده وأحفاده بحيث منعوهم شرب الماء الذي لا يصد عنه كل ذي روح.
ومن النوادر الطريفة التي جرت في الكوفة : احتفل أهل الكوفة بقائمقام النجف وقتئذ السيد حسن جواد الحسيني البغدادي ، فألقى في ذلك الحفل صديقنا الخطيب الشيخ علي بازي قصيدة تكريما للقائمقام ، وقد طالب بقصيدته إنشاء إسالة ماء الكوفة ، وبعد انتهاء الحفل وانفضاض الجمع إلا القليل من النجفيين المدعوين وأشراف أهل الكوفة ناول أستاذنا اليعقوبي رقعة للقائمقام ، وقد كتب فيها بيتين على سبيل المداعبة والظرافة ، والبيتان :
لا تعر أهل الكوفة الجند سمعا
ودع القوم يهلكون ظماءا
فقامت قيامة الشيخ البازي ، وصار يزبد ويرعد ، وراح يشطرهما معارضا ، وإليك تشطيره :
لا تعر أهل كوفة الجند سمعا
عجبا منك يطلبون جفاءا
ولقد طرها الأدباء ، وخمسها الشعراء ، وإليك تشطيري (1):
لا تعر أهل كوفة الجند سمعا
يابن من جاز في علاه السماءا
Страница 171